حركة خضراء بمناسبة يوم الأرض العالمي22 أبريل

أكبر مخاوفنا ليس كوننا ضعفاء، ولكن أكبر مخاوفنا هو كوننا أقوياء ما يفوق الحدود، إنه ضياؤنا ليس ظلامنا أكثر ما يخيفنا، فنسأل أنفسنا: من أنا لأكون عظيم، رائع، موهوب، مذهل؟ في الحقيقة من أنت لكي لا تكون ذلك؟ ” هكذا عبرت ماريان ويليامسون مؤسِسة منظمة (التحالف من أجل السلام) عن مدى قوة الأفراد، وهذا ما دعى إليه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في يوم الأرض لعام 2011، والذي ركز على الاهتمام بدور الفرد، إذ قامت منظمة يوم الأرض بالدعوة إلى حملة بليون حركة خضراء  والتي تعتبر أضخم حملة عالمية من أجل تعزيز دور الفرد في إحداث التغيير والنهوض بالمؤسسات لدعم أنماط الحياة المستدامة وذلك تمهيداً لقمة الأرض في ريو 2012.

كوكب الأرض أعطى الإنسانية منذ الأزل خيراتها ومواردها،  بالرغم من ذلك نجد أن الإنسان المكرم والمميز عن سائر الكائنات بعقله ورشده يتعامل مع الأرض بكل جشع وأنانية ويستمر في جوره واستهلاكه المفرط الذي بلغ حد التعدي والإفساد في الأرض، وما الأعاصير والزلازل والفيضانات إلا نتاج هذه الانتهاكات التي بدأ العالم يستشعرها الأن بعد أن فاق حد التجاوز ، رغم أن الطبيعة سبق أن انذرته برسائل سخطٍ أخف لهجةً من خلال الكوارث الأقل دماراً ومساحة …. إلا أن الانسان قرأها بعد فوات الأوان.

إن ما يضمن لنا إعادة فرصتنا لتحقيق التغيير الايجابي نحو التنمية المستدامة هو إيمان الأفراد أنفسهم بمدى قدرتهم على إحداث التغيير وبأن كل فعل محب للبيئة مهما صغر سيحدث أثراً ويمهد الطريق نحو تغيير أكبر ، وكذلك كل فعل يسيء للطبيعة سيظهر أثرة حتماً ولو بعد حين، وكون الإنسان خلق ليقوم بدور خليفة الله في الأرض فأن من واجبه الالتزام بمجموعة من القيم السامية التي هي أهمها الاقتصاد وحسن الإدارة والقناعة وحب الخير للأخر وكل ما يعمر الارض لا أن يفسد فيها ويهلك الحرث والنسل.

إن الإيمان بتلك القيم والبدء بتغيير داخلي في أنفسنا سينعكس عبر التعامل مع الأرض ككيان لها حق الاحترام وكما لها حق الرد ، فهذا سيقوم إعوجاج نظرتنا نحو الأرض وسيجعلنا نعمل لرد  جميلها بالإحسان إليها ، ما سيوجه النظام الحياتي باتجاه الحفاظ على مواردها وتطويرها، والدفع نحو عالم مستدام.

إنها فرصتك في يوم الأرض لتزرع في قلبك المحبة الحقيقية للأرض التي احتضنتك ، وهذا بدوره يؤسس لك السلام الداخلي ،والسعي لإيقاف الانانية.

قم بتفعيل الرشد العقلي في قراراتك اليومية ، في أنماط الاستهلاك التي تتبعها، في استخدم السلع القابلة للتدوير أو الصديقة للبيئة ، في عدم اسرافك في المياه ، في دعم نداءات حماة البيئة وحملاتهم ، في تعزيز السلوك البيئ الصحيح في محيطك ، تذكر دوما بأن موارد الأرض ليست ملكنا بل علينا تنميتها وتسليمها لأجيالنا القادمة بما يتيح لهم كما اتيحت لنا فرصة الاستمتاع بخيراتها بدلا من أن يعايشوا زمن غضبها وسخطها .

فهلا بدأت الآن بحركة خضراء!

فاطمة فروتن

رئيسة برنامج المواطنة البيئية

جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية

fatee_frutan@hotmail.com

line-height:150%;font-family:”Arial”,”sans-serif””>

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *