غياب السلام في “دار السلام”.. نحو واقع جديد للعلاقات الزوجية..

بداية النهاية
” تزوجيه يا ابنتي، فالستر تنشده كل أم لابنتها، وماذا تريدين أكثر من ذلك؟ شاب مقتدر، تظهر عليه ملامح الهيبة والوقار، ستهنئين معه بحياة كما في أفلام السينما، وسيحقق لك كل ما حُرمت منه، فليس للبنت إلا بيت زوجها”، بهذه الكلمات المفتاحية أقنعت الأم ابنتها التي بدأت تنسج خيوط مستقبلها مع فارس أحلامها، وأخذت تبحث عن ما يميزها ويزيدها تألقًا في ليلة اعتبرتها “ليلة عمرها”، ومضت شهور العسل متسارعة، كأنها تستحي من المكوث، فليس هذا هو المكان المنشود، لقد كانت له أمَة ولم يكن لها سيد.
“الطلاق عيب، وليس لدينا في العائلة بنات يتطلقن، فهذا زوجك، وما عليك إلا طاعته؛ لتسبِّح لك ملائكة السماء” فهذا منطق عائلتها، وأًغلقت الأبواب بمقابض من حديد!

مفاهيم خاطئة…… نظرة خاطئة
في ليلة زفافهما تتحيّن أسرهما الفرص؛ لتطرق في أذنيهما كلمات علها تعينهما على السير في حياتهما الزوجية الجديدة، وتزوّدهما بأدوات لعلها تجد لهما حاجة عندما تعصف بهما مشاكل الزواج” إنك فارقت الجو الذي منه خرجت، إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أمَةً يكن لك عبداً وشيكاً، واحفظي له خصالاً عشرا يكن لك ذخراً: أما الأولى والثانية: فالخشوع له بالقناعة، وحسن السمع والطاعة، أما الثالثة والرابعة: فالتفقد لمواضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منك على القبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح، وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه”، وأنت يا ولدي “إنّ النّساء جُبلن على كُفر العشير، وجُحدان المعروف، فإن أحسنت لإحداهنّ دهراً ثم أسأت إليها مرةً قالت: ما وجدت منك خيراً قط, فلا يحملنّك هذا الخلق على أن تكرهها وتنفر منها فإنّك إن كرهت منها هذا الخلق رضيت منها غيره، فاعلم أنّ المرأة أسيرة عندك فارحم أسرها”. ومن خلال هذه الوصايا يرسم الولد والبنت صورةً لحياتهما القادمة، ليشكلا النظرة التي يسعيان من خلالها لحياة هانئة، ولكنها لا تشكل إلا جزءاً من معتقداتهما.. ففي الوقت نفسه هما أيضًا يملكان حصيلة من خلال مشاهداتهما لما يعرض في وسائل الإعلام المختلفة، ومن هنا تُبنى عقائد باطلة وقناعات خاطئة، أو نظرة دونية لرابطة الزواج المقدسة.
وفي حديثنا مع (أ. م.)، والتي مضى على زواجها ما يقارب 19 عامًا، قالت أن محصلة سعادتها لم تتجاوز الأشهر أو العام: “لم يكن لدي أي إلمام بالثقافة الزوجية السليمة، فثقافتي مستقاة من أسرتي، حيث كنت أرى أمي وما تقوم به.. فعلى المرأة أن تطبخ، ولا تستطيع عمل أي شيء يخصها إلا باستئذان، والسلطة للرجل ويجب طاعة أوامره والعودة إليه في كل شيء”، كما أشارت إلى سلطة متزايدة لرجال الدين في تشكيل ثقافة الناس بشأن الزواج.
ومن خلال الاستبيان الذي قام به قسم الإعلام بجمعية البحرين النسائية، وشاركت فيه شريحة من مختلف الفئات العمرية ومختلف المستويات العلمية والاجتماعية من الجنسين، لمعرفة تأثير المفاهيم الخاطئة في تشكيل نظرة الزواج، تبيّن من خلاله أن: 30% من المشاركين في الاستبيان، أفادوا بأن للأهل دوراً في تشكيل نظرتهم للزواج، في حين أن 29% من المشاركين اعتبروا أن الدين أو المعتقد كان له دور أيضاً في تشكيل هذه النظرة، وأتى في المرتبة التالية الأصدقاء بنسبة 16%، ثم الثقافة الشرقية 9%، فالإعلام 7%، فالثقافة الغربية 4% ، وأكد آخرون بأن هناك أمورًا أخرى كان لها الدور في تشكيل نظرتهم للزواج.

فاضل1

وفي حديثنا مع الدكتور فاضل النشيط اختصاصي أمراض نفسية مستشفى الطب النفسي ، أكّد على تأثير الإعلام في تشكيل ثقافة الزواج لدىالشباب حيث قال: “الإعلام بمكوناته له تأثير هام في هذا المفهوم أكان إيجابياً أم سلبياً خصوصاً الإعلام المتعلق بالتواصل الاجتماعي، وهو في كثير من الاحيان قد يكون الرافد الأساسي في ذلك وكثير من الشباب يبني مفاهيمه حسب التوجّه الإعلامي المنتشر في هذه الأدوات”.
وعند الرجوع لنتائج الاستبيان السابقة، والذي قيس فيه دور الإعلام في تشكيل هذه الثقافة، أكدّ 7% فقط من المشاركين على هذا الدور، وهذا ليس كما يبدو في الواقع المعاش، حيث إن الإعلام عامل قوي في تشكيل الثقافة الزوجية، فهو كما نشاهد يستعرض الثقافة الشرقية والغربية، وذلك عبر مسلسلاته وأفلامه، التي يقوم بعرضها بأسلوب شيق فتخترق عقول الشباب وتحتّل مكاناً فيها دون تمحيصها أو تقييمها ، كما أن الإعلام يعرض نظرة رجال الدين (الذكورية)، و الأصدقاء الذين يستقون ثقافتهم منه أيضاً.

فهناك عوامل كثيرة تعمل على تشكيل هذه الثقافة الزوجية، ولكن بتفاوت مختلف، مما ينتج عنها مفاهيم خاطئة، يكون لها وقع خطير على كيان الأسرة التي من المفترض أن تنتج أفراداً صالحين.
وعن أهم الأمور التي لها دور كبير في تشكيل النظرة الخاطئة للزواج، تحدثت رئيسة برنامج”المرأة أُمَّة” بجمعية البحرين النسائية، المهندسة أسماء رجب فقالت: ” تلعب الكثير من الأمور دوراً أساسياً في تشكيل النظرة الخاطئة للزواج ، وذلك ابتداءً من الأسرة ومن ثم المجتمع والعادات والتقاليد وما يبثه الإعلام من مفاهيم تعمل على تأسيس تصور خاطئ لطبيعة العلاقات الزوجية والقيم الحاكمة لها، ومواجهتها لا تتم إلا عبر مسائلة ومحاكمة كافة المفاهيم الراهنة وعدم التسليم بصحتها إلا بعد تمحيصها واختبارها، فالمقياس في صحة تلك المفاهيم هو مدى تحقيقها لقيم المودة والرحمة والاحترام والشراكة كقيم أساسية حاكمة للعلاقات الزوجية.
لقد تبدلت الكثير من المفاهيم وأُفرغت من مضمونها، فأصبح ظاهر عنوانها يعكس قيم إنسانية راقية ولكن الواقع الفعلي لها وتطبيقها عملياً ما هو إلا تفعيل لمفهوم خاطئ.

احتياجات الشريك
أهم أنواع الإعداد لزواج ناجح
ما يتم غرسه طوال سنوات حياتنا، هو الذي يُشكّل نظرتنا لكثير من الأمور، وعندما تكون التنشئة الأسرية قائمة على مفاهيم خاطئة ومغالطات، فهذا حتماً سيؤدي إلى تشكيل قناعات تنعكس على نظرتنا ومسيرتنا في الحياة. ومن هنا تبرز أهمية إعادة تقييم هذه القناعات والمفاهيم، لنستطيع من خلالها ترتيب أولوياتنا، والزواج يُشكّل جزءًا مهمًا في مسيرتنا الإنسانية، وضرورة الإعداد له بطريقة صحيحة، ووفق أولويات وأسس سليمة.
ولعل إلمام شريكي الحياة بالاحتياجات الأساسية لكل طرف منهما، من أهم الأسس التي تبنى عليها علاقات متماسكة، فعندما يتفهم الشريك حاجات شريكه، وتكون نصب عينيه أثناء التعامل معه، تكون هي المنطلق الصحيح لحياة كريمة.

محمد1
وفي حديثنا إلى الأستاذ محمد عبدالله محمد الصحفي والباحث في صحيفة الوسط:الذي اعتبر بأن احتياجات الطرفين الأساسية هي:”احتياجاتالروح، والجسد الطبيعية، هذا من حيث المبدأ لكن تبقى مسألة التفاهم إحدى أهم ركائز الزواج، ويندرج تحتها كل ما يتصل بتحقيق ذلك التفاهم كالتنازل للطرف الآخر حين تدب الخلافات، والشفافية في الحديث والعمل، والوصول إلى نقاط اتفاق مشتركة عبر الحوار الدائم”.
و رجوعًا إلى نتائج الاستبيان الذي تم إعداده، حيث تم فيه قياس مدى وعي مختلف الشرائح بأهمية هذه الاحتياجات، اتضحت نتائجه كما في الجدول،حيث النسب تُمثّل المهم جدا لهذه الاحتياجات:

جدول الاستبيان

ومن الجدول السابق يتضح بأن الاحترام والأمان يشكلان الأكثر أهمية في هذه الاحتياجات، وهذا ما أكدت عليه (م . م.) التي مضى على زواجها ما يقارب 23 عامًا، حيث اعتبرت زواجها ناجحًا؛ لأنه قائم على مبدأ الاحترام بين الطرفين، فقالت “حياتي الآن ولله الحمد مستقرة، حيث أتمتع وأحصل على حقوقي كزوجة ولا شيء ينقصني، زوجي يعاملني معاملة طيبة ومحترمة، ويقدّرني ولا يطالبني بأداء أي شيء، فلا يطلب مني حتى كوب الماء، وما أقوم به مبادرة مني وحب لأسرتي، و لا أشعر بما أقدمه بأنه يتعبني أو يجهدني بل على العكس.. أجد فيه سعادتي، فأساس الزواج الاحترام المتبادل بين الطرفين وكل طرف عليه أن يدرك واجباته وحقوقه”.

أسماء1

وفي الوقت الحالي نرى بأن بعض الشباب لديهم أولويات خاطئة حين الإعداد للزواج، كالتركيز على الإعداد والتجهيز المادي مثلاً دون الالتفات لجوانب أخرى.. وتبرز أهمية معرفة الأولويات التي من المفترض أن يركز عليها المقبل على الزواج سواء كان شابا أو فتاة ليبدأ حياته الزوجية بداية صحيحة. وحول هذا الأمر نوهت رئيسة برنامج “المرأة الأمة” م. أسماء رجب”: “بأنه حين تطغى المظاهر الخارجية والأمور الشكلية على ترتيبات ومظاهر الاستعداد للزواج ، فإنها تصبح هي المحور التي يقاس عليه استقرار الحياة الزوجية فيما بعد، وعليه يتحدّد مصير تلك العلاقة، في حين أن الأولويات الحقيقية في الإعداد يجب أن تكون أولويات معنوية بالنسبة للطرفين بما يحقق الاستقرار للحياة الزوجية، فالإعداد الثقافي للزواج يستلزم فهم وإدراك طبيعة العلاقات الزوجية والغاية منها، ومعرفة احتياجات الشريك وكيفية تلبيتها. أما الإعداد المعنوي فهو يستلزم فهم وإدراك مسئوليتنا الذاتية في تأسيس حياة أسرية سعيدة دون انتظار مقابل من الطرف الآخر، فهم وإدراك قيم المحبة والمودة والشراكة والاحترام الحاكمة للعلاقة الزوجية وكيف يمكن ترجمتها عملياً بما يعكس عمق تلك القيم وأبعادها المعنوية على الحياة الزوجية”.
وعن دور البحرين النسائية في تصحيح المفاهيم الخاطئة، وإبراز ما يساهم في بناء حياة كريمة لكلا الطرفين أفادت رجب بأن: ” جمعية البحرين النسائية اهتمت بذلك من خلال مشروع ( قضايا المرأة من منظور تجديدي) بموضوع الزواج باعتباره من القضايا الجوهرية في المجتمع التي تمس حياة المرأة والرجل على حد سواء، إلا إن الكثير من المفاهيم الأساسية التي يقوم عليها مفهوم الزواج تم تحريفه وإفراغه من محتواه الصحيح، ولذلك فقد نفذّت الجمعية العديد من الأنشطة التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة وإعادة محاكمة الكثير من العادات والتقاليد التي تتناقض مع قيم ومبادئ الزواج، ومنها تنظيم ورش تدريبية مكثفة للجنسين حول مفاهيم الزواج لفئات مختلفة من الشباب والشابات، تنظيم حملات إعلامية مكثفة في وسائل التواصل الاجتماعي تتناول فيها أبعادا مختلفة لمفهوم الزواج.

العطاء غير المشروط
لعلاقة زوجية ناجحة
“ليس هناك جدوى من تضحياتي المستمرة، وخدماتي اللا متناهية، فلا أرى رداً للإحسان إلا بإساءة أكبر”،هذا لسان حال الكثير من الأزواج والزوجات، ولكن هل الحياة الزوجية السليمة قائمة على الأخذ والعطاء، أم من ينشد الاستقرار والمحبة، لا ينتظر رد الجميل من قرينه؟ فهل الشريك ينظر وينتظر سعادته فقط؟.
فمنطلق الحياة الكريمة هو ما أشارت له الآية الشريفة “”وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” .
ولكن هل شباب اليوم مدرك لهذه المفاهيم الراقية، والتي تُشكّل الدعامات الأولى لنجاح العلاقة الزوجية؟
وعند سؤال ط.س : شابة مقبلة على الزواج، عن مدى المامها بمقومات الزواج الصحيح، أجابت:” بأنها تملك القليل من الثقافة، ولكنها على استعداد للتعلّم والعطاء للوصول لحياة مستقرة، وهذا لا يكون من طرف واحد بل من كلا الطرفين، كما أنها بإمكانها التغاضي عن بعض الأمور؛ لتسير حياتها بانسياب”.

هدى1

وعن الأسس الصحيحة التي يجب أن يبنى عليها الزواج الصحيح، أفادتنا الدكتورة هدى المحمود رئيسة دار الأمان للإيواء، ورئيسة جمعيةالاجتماعيين البحرينية بقولها: “بأنه ليس من السهل اليوم تحديد معايير صحيحة لأن هذا المفهوم نسبي، فما هو صحيح ومقبول لشخص أو فئة قد لا يكون كذلك للطرف الآخر, ولكن تبقى هناك خطوط عامة قد تهيئ لزواج ناجح، على سبيل المثال: أن يكون الطرفان بسن وخبرة تساعدهم على حسن الاختيار ومحددها معيار (التكافؤ)، و أن يكون لهما دعم اجتماعي (الأهل – الأصدقاء) للمشاورة وإبداء الرأي الناصح، كما يجب أن يكون الطرفان ،أو طرف واحد لديه عمل وراتب يكفي الاحتياجات المستقبلية، فبعض الشباب يتزوج رغم عدم استقلاله المادي ،ولنا أن نتخيل شكل الزواج بين هؤلاء ومع ذلك لم أجد أحداً من الأهل تدخّل بحكمة لترشيد قرار الشباب في هذا السبيل.
كذلك التعلّم والمستوى الفكري والذي يُشكّل حجر الزاوية في الزواج الناجح حيث إنه على الأقل يضمن قدرا من التفاهم العقلي في مواجهة أي مشكلات قد تنشأ مستقبلا.
ويبقى العامل الأهم هو التناغم العاطفي والنفسي والذي هو المؤسس للرحمة والمودة والسكن، من سكون النفس والارتياح للآخر”.
وعن أهم القيم الأساسية التي يتأسس عليها الزواج السليم أكدت م. أسماء رجب: بأن “العطاء غير المشروط هو أهم متطلبات نجاح العلاقات الزوجية المفعمة بالمحبة والمودة والاحترام، فالتوقعات الخاطئة سبب فشل الكثير من العلاقات الزوجية لأنها قائمة على مبدأ ( أخذ وعطاء ) بشكل أقرب ما يكون إلى التبادل التجاري ، فعطاء كل شريك مبنى على ما حصل عليه من الآخر ( الأخذ ) والذي هو ثمن عطائه ، في حين أراد الله لتلك العلاقة أن تسمو عن المصالح المادية والعلاقات التجارية إلى علاقة روحية قائمة على العطاء والمحبة والرحمة. ففي الشركة الزوجية ليس فيها أحد مسؤولاً عن سعادته هو، وإنما عن سعادة الشريك الآخر. فالعطاء غير مشروط يعني أن يركز كل شريك على سعادة الشريك الآخر دون أن ينتظر منه مقابل. وهذا بالطبع ينطبق على الزوجين وليس على طرف دون الآخر”.
وعن دور مؤسسات المجتمع المدني في تشكيل نظرة صائبة عن الزواج ومعالجة هذه المفاهيم الخاطئة التي تسود في المجتمعات الإنسانية، ، أفادت : ” نحن اليوم مطالبون بإعادة تقييم الكثير من المفاهيم السائدة في المجتمع حول الزواج ، فهل هي تؤسس لبيت زوجي قائم على الشراكة والاحترام أم هي مفاهيم خاطئة تعمل على هدم قيم الزوجية وإفراغها من مضمونها، وعليه نحن بحاجة إلى إعادة تعريف المفاهيم الأساسية المكتسبة من المجتمع كمفاهيم السعادة والحب والاحترام بالشكل الذي يُرسّخ عمق تلك القيم ومعناها الحقيقي، فالحب لوحده لا يمكن أن يؤسس حياة أسرية ناجحة، فالحب الحقيقي هو الذي يستند على مجموعة القيم والمبادئ الحاكمة للعلاقة الزوجية: المودة والرحمة، فهما مبدأ الشراكة والعطاء ، تفهم كل شريك للآخر واحترامه بغض النظر عن الاختلافات ، فهم أبعاد وأهداف الزواج ودوره في بناء مجتمع سليم.

واقع جديد
إلى دار السلام
إن أقسى أنواع الفشل في الحياة هو الفشل في الزواج، والفشل في العلاقات الزوجية آخذٌ في الزيادة لا النقصان، فإنّ 30 إلى 40 % هي نسبة مخيفةٌ، كما أن الكثير منها حالات طلاق، تعليق، انفصال،..الخ، وإنّ 90 % من أسباب الفشل هو عدم الإعداد والاستعداد الحقيقي، إذن فالإعداد لهذه العلاقة (الزواج) مهمٌّ جدّا لحياة خالية من الشقاء والمساءلة، فالقدرة على الزواج ليست هي القدرة على الإنجاب، فكل المخلوقات تُجيد ذلك فطريًا.
إن الكثير مما ترسّخ في وعينا من مفهومنا للزواج هو محصلة لعادات وتقاليد مجتمعاتنا، لم نقم بمحاكمتها وتمحيصها لتمييز الجيد من السيئ منها، فما نحتاجه فعلا هو إعادة تأسيس ثقافتنا حول مفهوم الزواج على قاعدة قوية مستندة على القيم والمبادئ الإنسانية التي تساهم في إرساء ثقافة السلام في علاقاتنا، لبناء واقع جديد في دار سلام آمنة مستقرة.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *