ماهي المرأة؟

انتشر في الآونة الأخيرة فلم وثائقي تحت عنوان “ما هي المرأة؟” (What is a woman?) يدور حول قضايا الجندر والتحوّل الجنسي من تقديم المُعلّق مات والاش وإخراج جاستن فولك، حيث يقوم المُعلّق بطرح ذات السؤال لمجموعة متنوعة من الأشخاص والمختصين.

يبدو السؤال في منتهى البداهة للسامع، ولكن الغريب هو رفض أغلب من شملهم اللقاء الإجابة عليه، لا سيما بعد تشريع زواج المثليين في الغرب وإدماجهم في المجتمع وتجريم ومعاقبة كل سلوك أو تصرّف ينمُّ عمّا يعد تمييزا وتحيزا ضدهم، ويتضح في الفلم امتناع الناس من التطرق للتعريف أو الإجابة بحجج مختلفة، إما لعدم الاختصاص أو خشية التورّط في قضايا قانونية أو غياب الحجة والبرهان، ومن يدّعي الإجابة نجده يكثر من السفسطة إلى أن يعجز ويمتنع عن إكمال اللقاء.

كما يتطرق الفلم إلى النتائج المترتبة عن ذلك التحوّل الجنسي من الناحية الصحية حيث يكون الشخص عرضة للإصابة بالأمراض الفتّاكة، أو الأضرار والاضطرابات النفسية المؤدية للانتحار.، كما يتضمن جوانب أخرى مقززة يعّفُ القلم عن ذكرها في هذا المقال.
والفلم لا يدعُ مجالا للشك من وجود مشروع مؤامرة لتدمير المجتمع العالمي -وليس الإسلامي أو الشرقي فقط- إنسانيا وأخلاقيا وقيميّا، ويتجلى للمتابع أن السقوط الأخلاقي لا قاع له.

كانت غاية تلك المؤامرة هي إسقاط الأسرة وقد نجحت فيها إلى حدٍ كبير، من خلال استهداف المرأة فيها لأنها العماد الأساسي لها -وهي موضوع هذا المقال-، فتمّ تسليعها أولا فأرجعها كما الجاهلية الأولى ولكن بشكل متمدّن، فنجد معايير الحشمة والوقار تتقلص يوما بعد يوما، ويُهيمن وجودها في الإعلانات والفنون الهابطة ووسائل التواصل، وأصبحت تستنقص دورها كربة بيت في مقابل الأدوار الأخرى التي تقوم بها، وبات خروجها للعمل تحت راية “كي لا أحتاج أحدا” بدلا من “لحاجة الآخرين لي”، وعاطفة الأمومة التي هي أسمى الفضائل والتي خُصّت بها المرأة تم الايعاز بها للمربية.

كما عملت التشريعات على بعثرة أدوارها الإنسانية لتبقى في عملية جري مستمرة لإحراز أهداف جانبية تشتّت تركيزها ووعيها عن الهدف الأسمى، وخلطت متطلباتها مع متطلبات الهجمة الجديدة في تطبيع الشذوذ الجنسي بمسمى أكثر لطافة وهو المثلية الجنسية، فهل تدمج حقوق الرجل المتحوّل جنسيا مع حقوق المرأة؟ وهل المرأة المتحوّلة جنسيا لم تعد أنثى؟ والعديد من هل وهل، ولكن لا تصل لنتيجة مرجوّة.

وأخيرا الإجابة على سؤال “ما هي المرأة؟” والتي يمكن لأي إنسان بسيط الإجابة عليه كما تذكره المعاجم اللغوية العربية والأجنبية “هي الإنسانة التي بدأت طفلة وانتقلت في مراحلها العمرية إلى أنثى بالغة”، صار بحسب الفلم محل البحث صعبا عسيرا على العالِم والمثقف والمتخصص.

صبا العصفور
رئيسة برنامج المرأة

مقالات ذات صلة

حوار مع الدكتورة/ وجيهة صادق البحارنة – رئيسة جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية

كيف نشأت فكرة تأسيس جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية ؟وإلى ما يرجع التميز في برامج وأنشطة الجمعية؟ جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية منظمة استشارية في المجلس الاقتصادي…

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *