هل عاملة المنزل تُعيق تكوين جيل مسؤول؟

زارت طفلة بنت خالتها التي هي في عمرها، ولاحظت إنَّ ابنة خالتها تعتمد بشكل كبير على العاملة في المنزل، فحين تأكل تترك صحنها مع ما فيه من طعام لحين حضور العاملة، فاندهشت مما رأته، ودارت في رأسها أسئلة كثيرة:

هل مع وجود عاملة علينا ألاَّ نقوم بشيء؟ هل ما تفعله ابنة خالتها هو الصحيح، هل عليها أن تفعل مثلها؟

لقد بتنا في زمن لا يخلو بيت من وجود عاملة، يعتمد عليها معظم الآباء في ممارسة الأعمال المنزلية من كنس وطبخ وتنظيف، خاصة مع خروجهم للعمل، ولكن من الجيد أن يحرص الآباء بأن لا يكون وجود العاملة معيقاً لتحمّل أبنائهم لمسؤولياتهم.

قد يؤدي الاعتماد المفرط على العاملة إلى نقص في شعور الطفل بالمسؤولية، وزيادة اللامبالاة، وقلة الحركة، وإذا كبر يكون دائم البحث عمّن يساعده لأنه لم يُعطى الفرصة في صغره لتحمّل مسؤولية أعماله. 

ودورنا كآباء هو خلق جيل مسؤول يعتمد على نفسه في أداء أعماله المناسبة لعمره، وعدم الاعتماد الكلي على العاملة، إذ ينبغي خلق توازن بين الدور الذي تلعبه العاملة مع تشجيع الطفل على تنمية مهارات الاعتماد على النفس إلا أن بعض الآباء يجدون صعوبة في اتخاذ مثل هذا القرار ويعتبرونه مستحيلاً.

لا يوجد شيئًا مستحيلًا تحقيقه إذا عزمنا عليه نحن الآباء، ويمكننا البدء بخطوات بسيطة، فإذا كان ابننا يعتمد بشكل مستدام على العاملة كأن يطلب منها أن تأتي له بكأس الماء نبدأ بتلك الخطوة في أن نطلب منه هو بأن يحضر الماء لنفسه، ومن ثم نقوم بالخطوة التي تليها فإذا كان متعوداً أن يرمي ملابسه ولا يحافظ على نظافة مكانه نطلب منه أن يعتمد على نفسه في أداء تلك المهام، وهكذا هي خطوات بسيطة تؤدي لنجاحات كبيرة.

فلا شيء مستحيل في تعليم الطفل الاعتماد على نفسه، فالخطوات الصغيرة والثقة في قدراته هي ما ستصنع الفارق في تحقيق مستويات عالية من شعوره بالمسؤولية.

بقلم أ. فضيلة حمّاد

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *