سلسلة مقالات بعنوان: “أزمةُ “كورونا ” وحمايةُ أبنائنا من آثارها”
1-خيارك أن تكون سنداً قوياً لأبنائك يُشعرهم بالأمان
لم يتوقعْ الكثيرُ منَّا بأنَّ ” فيروس كورونا “سيجبُرنَا على المكوثِ في البيتِ لحمايةِ أنفسنَا منه، ولم يخطرْ على بالِ أحدٍ بأنَّنا كأفرادِ أسرةٍ سنكونُ متواجدينَ معًا لوقتٍ لا نعرفُ نهايته، فلقد أَجبَر” فيروس كورونا” معظمُ الآباء بالتواجدِ مع أبنائِهم في المنزل، فأصبحوا بينَ خيارين أما اختيارُ ما يجعلُ أبناءَهُم أقوياء، يشعرون معهم بالأمان، وأما الاستسلامُ للواقعِ وما يخلِّفه من توترٍ وقلقٍ وخوف والذي سيتأثرُ به الأبناء.
إن هذا لا يعني أنَّ ليس للآباءِ الحقُ في أن يكونَ لديهم مشاعرَ خوفٍ، وقلقٍ في ظلِّ الظروف الغامضة، ولا نقلل من صعوبة الوضع وما يترتب عليه من تلك المشاعر، ولكن من المهم أن لا تطغى تلك المشاعرُ عليهم، فيصعبُ عليهم التواصلُ مع أبنائهم، وليتذكروا أنَّ معهم أطفالاً لهم الحقُ في الشعورِ بالأمان.
إذن لنجعلَ مِنْ فرصةِ وجودِنا مع أبنائِنا منطلقًا لنتقربَ منهم أكثرَ ونكونَ مساندينَ لهم ونقلل من مخاوِفهم وقلقهم ونشعرهم بوجودنا معهم.
فإذا اخترت أيها الأب أيتها الأم خيار جعل أبناءك أقوياء يشعرون معك بالأمان ، فهذه الخطوات تُساهم في تحقيقِ خيارك وتوصلك لنتيجةٍ أفضل:
- اختر وقتًا مناسبًا واجلسْ مع أبنائك واجعلهم يُعبّرون عن مخاوفهم وقلقهم وتحدث معهم حولها ليشعروا بالاطمئنان، كرر ذلك حتى تتأكد بأنهم لا يخفون مشاعر سلبية.
- حينما تسمع أخبارًا غير سارة من خلال وسائل التواصل لا تُسمعهم كل خبر وتجنب ذلك لأن عقولهم الصغيرة لاتُدرك كل مايُقال فقد يضعون له معنى وتصورًا مختلفًا في مخيلتهم.
- قللْ من ردات فعلك وتفاعلك اتجاه ماتسمعه، فقد تتغير ملامح وجهك أمامهم أو تردد كلمات اليأس التي تقلقهم.
- اشغلهم ببعض البرامج الترفيهية والمفيدة كالرسم والزراعة وغيرها.
الأطفالُ لديهم عالمهم الجميل، فقد جعل البعض منهم “كورونا” لعبة جميلة يستمتعون بها فيركض من يمثل دور الكورونا وباقي الأطفال يهربون منه، إننا كآباء سنكون بين خيارين: أما أن نختارَ أن نكون السند الضعيف والهش لهم، أو نختار أن نكون السند القوي، فإن اخترت أن تكون سندًا ضعيفًا واستسلمت للواقع وما يحمله من مخاوف سيضعف معك أبنائك، ولن يستطيعوا الاتكاء عليك وسيفتقدون عالمهم الجميل الذي يعيشونه، وإن أردت أن تكون سندًا قويًا فحاول أن تكون قريبًا منهم وقلل من إظهار قلقك وتوترك أمامهم واشغلهم بما ينفعهم، وبالتالي تحافظ على عالمهم الجميل. وروحهم المرحة…فأيهما ستختار؟.
فضيلة حمّاد
جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية
برنامج ” كن حراً”