البحرين النسائية تساهم في رسم خارطة طريق التغير المناخي

نظمت جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية فعالية موازية في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “مؤتمر الدول الأطراف  مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول التغير المناخي  UNFCCC   و الدول الأطراف في اتفاقية بروتوكول كيوتو  COP18/CMP8 ” وذلك بتاريخ 3 ديسمبر 2012، وقد عقد المؤتمر في الدوحة – قطر في الفترة ما بين 26 نوفمبر – 7 ديسمبر 2012.

ركزت الفعالية حول موضوع “الجندر وتغير المناخ في الإقليم العربي” حيث قدمت د. وجيهة البحارنة رئيسة  جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية  ورقة في الفعالية بالإضافة إلى عدد من المتحدثين من الأردن، مصر وأريتريا وذلك لأن العالم  يمر اليوم بمخاطر وتحديات كبيرة، السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية، والبيئية. وقد كثُرت في الآونة الأخيرة الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغيّر المناخ والاحتباس الحراري، إلا أن الاستجابة “النوعية” لهذه الكوارث والتخطيط الجيد للتصدّي لها ومعالجة آثارها لا يلقى اهتماماً كبيراً بالرغم من خطورتها والدمار الذي تخلّفه وراءها.

ويتجلّى ذلك بصورة أكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعاني دولها من شُح الموارد الطبيعية، ارتفاع متوسط درجة الحرارة، ندرة المياه في بعض المناطق، وارتفاع مستوى سطح البحر فى مناطق أخرى.

كما تشكل ظاهرة تغير المناخ خطراً على جهود محاربة الفقر والتنمية الاقتصادية، وبذلك تحدّ من تحقيق التنمية المستدامة.

ومن الطبيعي أن تتأثر جميع الفئات بالأضرار الناجمة عن تغيّر المناخ ولا تستثني أحداً، إلا أن الفئات المهمّشة تظلّ هي الأكثر تضرّراً لعدم إيلائها الاهتمام اللازم، وعدم توفير احتياجاتها التي تناسب طبيعتها. هذه الفئات تشمل النساء، الأطفال، ذوي الاحتياجات الخاصة والأقليات.

فالمرأة في بلداننا العربية غالبا ما تكون مسئولة عن إدارة الموارد الطبيعية والمنزلية خاصة فى مناطق الريف، ولكنها تفتقر إلى الموارد والفرص لتحسن وتنوع سبل العيش، علاوة على ظاهرة تأنيث الفقر المتفشية، وسيادة القيم الأبوية، والأعراف المجتمعية، التي تُقصي المرأة من المشاركة في التصدّي لهذه الأخطار والتحديات، أو الاشتراك في المفاوضات المتعلقة بتخفيف حدة تلك الآثار.

فالنساء إضافة إلى ضعف تمثيلهن في مواقع اتخاذ القرار في المجالات السياسية، فإنهن غير ممثلات أيضاً في عمليات صنع القرار الخاص بالتغير المناخي، على الرغم من أنه بإمكانهن القيام بدور كبير في الحد من تلك الأضرار والمساهمة فى وضع الإستراتيجيات الشاملة.

كما إن تجاهل إدماج المرأة كأحد أصحاب المصلحة الرئيسة يحرم المجتمع من طاقات وقدرات متميزة تمتلكها المرأة، ممّا يؤثر سلباً على التنمية المستدامة، ومن الواجب إشراكها في وضع الاستراتجيات وإدماجها  في السياسات البيئية.

هذا وقد ركزت الفعالية على عدة محاور رئيسة:

·           بيان تبعات غياب المعرفة بالتغير المناخي وتأثيره على أدوار النساء المعيشية في منطقة الخليج العربي بشكل خاص.

·           مناقشة ظاهرة التغير المناخي في بعض الدول العربية وتأثيرها على النساء بوجه خاص.

·           استعراض أفضل التجارب في مجال ادماج النوع الاجتماعي في رسم السياسات المتعلقة بتغير المناخ على المستوى المحلي والإقليمي.

·           استعراض الطرق والوسائل في تمكين النساء لمكافحة انعكاسات وتأثيرات تغير المناخ في حياتهن والمحيطين بهن باعتبارهم الفئة الأكثر تضرراً.

هذا وقد حظيت الفعالية باهتمام المشاركين في المؤتمر حيث ركزت على  تناول جوانب جديدة، ومقاربات نوعية، وتسليط الضوء على أبعاد تم إغفالها، وذلك للخروج بنتائج مفيدة ومثمرة تنعكس إيجاباً على وضع النساء في ظل الظروف الصعبة والمعقّدة التي نمرّ بها، وذلك لنطوي مسافة ولو بسيطة  لإشراك المرأة في صنع وتحقيق مستقبلٍ أفضل لوطنها وعالمها.

جدير بالذكر أن البحرين النسائية متمثلة في برنامج المواطنة البيئية أخذت على عاتقها منذ سنوات مسؤولية البحث واستكشاف قواسم مشتركة وتأسيس أرضيات من الفهم المشترك حول عدد من الأمور الحيوية مع عدة جهات حكومية وغير حكومية عربية وعالمية، والتي من شأنها أن تمهد الطريق أمام تعزيز التنمية المستقبلية على نحو مستدام”.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *