بين الاحترام ودور الحكيم: مفتاح نجاة الأسرة
لجأ شاب إلى إحدى قريباته وهي محامية لحل مشكلته، فزوجته امرأة جميلة وذكية وقد أنجبت له ابناً وابنتين ، إلا أنها فاجأته بطلب الانفصال بسبب طباعه الحادة وسوء خلقه، وهو ما أثار استنكار عائلته رغم إدراكهم لحجم الضرر الذي لحق بها بسبب طباعه.
في البداية لم تندهش قريبته بهذه القصة كونها تعرف طباعه، لكنها لاحظت كمية الحب الذي يحملاه لبعضهما مع حاجتهما لعنصر سيساهم في الحفاظ على كيان أسرتهما بسلام ومحبة وهو الاحترام، فهو يرى عائلتها على أنها أقل مكانة منه لما عُرف عنها من تمسّكها ببعض التقاليد والعادات غير الحضارية.
ورغم رقي زوجته في التعامل مع الآخرين، إلا أنه ما زال يرى نفسه أفضل منها وذلك بسبب تحيزه لطبقته الاجتماعية، هذا التصور أدى إلى نشوء بعض المشكلات داخل الأسرة، وأصبح الأبناء يعيشون في خضمها.
و بعد جلسات قاربت العام اكتشفت المحامية أن هذه الأزمة لا تستدعي الطلاق، بل تحتاج إلى تدخل حكيم أو مرشد أسري من العائلة نفسها ليوضح لهما الطريق الصحيح الذي ينبغي أن يسلكاه لتجاوز الخلاف، فبعض الألفاظ حتى وإن لم تكن جارحة تعزز ثقافة التمييز القبلي أو العرقي، وقد تحمل سمات إهانة لأحد الطرفين مما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تفاقم التحامل لترسم طريقاً للكراهية والانتقام، هذا الأمر يمسُّ كرامة الفرد، خاصةً في ظل استشارة الزوجين لأصدقائهما ومعارفهما.
إن مفاهيم الزواج وتأسيس الأسرة أمور أساسية يبدأ بها الزوجان تأسيسًا لحياتهما العائلية، فالمحبة والسلام والتسامح والأخوة في الدين هي قيم يجب أن تسبق العلاقة الزوجية، وهذا ما يغفل عنه العديد من الأزواج، بل وأحيانًا أسرهم أثناء التخطيط لمشروع الإرتباط بالزوج، لذا فإن انهيار الأسرة قد يؤدي إلى انهيار عائلات بأكملها.
في الوقت نفسه طلبت المحامية من الزوجين أن يكتب كل منهما خمس ميزات يراها في الآخر، بالإضافة إلى تعبير كل منهما عن مشاعره تجاه الآخر، فكتبت الزوجة عن زوجها أنه رجل شهم ونبيل ذو مروءة تتمنى كل نساء العالم زوجا مثله، أما الزوج كتب: ” هي جميلة، مثقفة، وعاقلة، لكنها مهملة وغير نظيفة.
عند لجوء الزوجين لحكيم من عائلتيهما حدث الفرق المأمول ، إذ وجه الزوجين نحو واجباتهما وعلى رأسها الاحترام ، حيثُ وضع لهما خطة يبدأ فيها كل طرف بالعطاء دون انتظار رد من الآخر، وفعلاً مع مرور الوقت عاد الزوجان إلى عش الزوجية وهما الآن ينعمان بحياة أسرية مستقرة.
عندما تلجأ إلى محامٍ لاستشارة زوجية سيقف ويتعاطف معك، ويبدأ برسم خارطة لرفع قضية شرعية ضد الطرف الآخر سواء كانت الزوجة أو الزوج، وتمضي القضية إلى الانفصال وتلحقها قضايا كالحضانة والنفقة وقد تلحقها بعض القضايا المدنية الأخرى، لذا علينا ألّا نغفل طريق استشارة حكيم من العائلة، فالعائلة ستحرص على الحفاظ على أسرتك من التشتت والانهيار.
بقلم:م.رمله محمد جواد
استجابات