في بيتنا غريب..فلنحمِ أبناءنا منه
ما الذي يتبادر إلى ذهنكم أولا عند سماعكم لعبارة “في بيتنا غريب فلنحمِ أبناءنا منه“؟ ومن هو الغريب الذي نحميهم منه؟
نحن كآباء نحرص على أن نحمي الأسرة من دخول أي شخص غريب إلى بيتنا فنقفل الأبواب والنوافذ، ولو دخل غريب ورأيناه يسترسل في الحديث مع أبنائنا، لأصابنا الهلع والخوف، ولن نقبل بذلك بل سنقطع حواره معهم ونعمل المستحيل لحمايتهم منه، ولكن هل نهلع ونخاف على أبنائنا عندما نراهم يتحدثون مع غرباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
في زماننا الآن يستطيع الغريب الدخول لبيتنا حتى وإن كانت الأبواب والنوافذ مغلقة، لأن نوافذ الأجهزة الذكية مفتوحة، والغريب يستطيع الدخول أي وقت يشاء وكيفما شاء.
لا يخلو بيت من توفير الأجهزة الذكية لأبنائه والتي يقضي بعضهم ساعات طويلة أمام شاشاتها، والكثير من البرامج يتحدث فيها أبناؤنا مع أشخاص غرباء لا يعرفونهم الا عبّر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يثقون بهم ويعملون ما يطلب منهم خاصة إذا كوّنوا علاقات معهم.
الغرباء كثيرون وقد يكون للبعض نوايا حسنة وهدفه التعارف والمشاركة في الألعاب أو الدردشة المفيدة، أو التعلم. ولكن نحن كآباء علينا أن نكون على وعي ودراية والتأكد من عدم وجود غرباء يتحدث معهم أبناؤنا ويجبرونهم على ممارسة أعمال غير لائقة، ومؤذية، وخطرة.
مهارات لمساعدة الأبناء للبقاء آمنين على الانترنت:
- التفكير في طلب الغريب إذا كان يتماشى مع القيم والأخلاق الحسنة أم لا ؟ كأن يود اللقاء به في مكان ما ويطلب منه عدم إخبار والديه.
- إخبار الأبوين عن أي شخص غريب يتحدث معه ويطلب منه ممارسة عمل غير لائق.
- عندما يُطلب منه القيام بعمل، عليه أن يفكر هل لو عرف أبواه سيكونان راضيين عن هذا العمل؟
- لا يعطي معلومات عن نفسه وعن أسرته.
- لا يواصل الحديث مع الغريب حين يشعر بشعور غير مريح من خلال طلبه كأن يطلب منه القيام بعمل خادش للحياء أو ممارسة سلوك مؤذٍ للآخرين
فكما نحرص على غلق نوافذ وأبواب المنزل، لنكن واعين للنوافذ المفتوحة عبر الأجهزة الذكية، ونعزّز تلك المهارات في أبنائنا، ونسألهم عما يشاهدون عبر الانترنت، ومع من يتحدثون ومحاورتهم والتحدث معهم واعطائهم شعور الأمان للتحدث إلينا عن تطبيقاتهم المفضلة وأصدقائهم والتحديات التي يتعرضون لها لكي نحميهم من الغرباء ونُساهم في وقايتهم وحمايتهم من التعرّض للاعتداء والأذى عبّر الأجهزة الذكية.
بقلم : أ. فضيلة حمّاد
استجابات