امتنان يُعيد دفء البيت

في قرية هادئة، كانت تعيش عائلة تتكوّن من الأم نهاد، الأب سامي، وابنتهما الوحيدة نور.
كان الأب سامي يعمل بجدٍّ طوال اليوم لتأمين احتياجات الأسرة، فيما كانت الأم نهاد تتحمّل مسؤولية البيت وتدبير شؤونه. ومع مرور الوقت، كثرت المسؤوليات، وبدأ كل فرد يشعر أنه يواجه الأعباء وحده. بدأت التوترات تظهر، وتحولت الأجواء في المنزل إلى صمتٍ ثقيلٍ يخلو من الدفء.

وفي أحد الأيام، اقتربت نور من والدتها بابتسامة خفيفة، وقالت:

“ماما… لماذا لا نكتب رسائل شكر وامتنان لبعضنا؟”

ورغم بساطة الفكرة، فإنها لاقت استحسانًا، وسرعان ما بدأت الأسرة بتبادل رسائل حملت كلمات الشكر:

  • “شكرًا يا أبي لأنك تعمل من أجل راحتنا.”
  • “شكرًا يا أمي على حبك ورعايتك لنا.”
  • “شكرًا يا زوجتي لأنك تهتمين بأمور البيت وتمنحيننا الراحة.”
  • “شكرًا يا زوجي لأنك تُوفر لنا لقمة العيش.”
  • “شكرًا ابنتنا نور على ضحكتك التي تملأ البيت فرحًا.”

قرأ كل واحد في الأسرة رسالته، وشعر بالامتنان الحقيقي تجاه الآخرين، وفهموا أهمية كل فرد في الأسرة

ابتسم الأب وقال : “لم أكن أعلم أن كلمة شكر يمكن أن تجعلني أشعر بهذا الدفء.”

وأضافت الأم :  “الامتنان أعاد إلينا الحب والترابط، وذكٌرنا أننا فريق واحد.”

أما ابنتهما نور فعبّرت عن مشاعرها قائلة: “أشعر بأنني قريبة من أمي وأبي  أكثر من أي وقت مضى”.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحوا يعبّرون عن امتنانهم لبعضهم بعضًا، فتغيّرت أجواء المنزل إلى الأفضل. ولم تعد عبارات الشكر تُقال فقط، بل أصبحت جسرًا ربط القلوب وأعاد للبيت دفئه.

إن الامتنان والتقدير من الركائز الأساسية في الترابط الأسري، لذا من الجيّد الحرص على توفير بيئة تُشجّع على الاعتراف بالجميل. وتُعزّز قيمة الامتنان، باعتباره جزءًا مهمًّا في خلق أجواء من القرب والتواصل الحي، ويمكن تحقيقه من خلال لقاءات أسبوعية “كجلسة امتنان”، يذكر فيها كل فرد شيئًا ممتنًّا لوجوده في الأسرة. إن الامتنان سلوك يعمّق الثقة بين الأفراد ويزيد المحبة والمودة. فحين يعيش أفراد الأسرة في بيئة تُظهر الشكر، يصبح البيت أكثر سعادة، وأكثر ترابطًا.

بقلم:أ.فضيلة حماد

مقالات ذات صلة

لحظات جميلة قد لا تعوض

بينما كانت أم سامي منشغلة في قضاء بعض الأعمال المنزلية، دخل عليها ابنها سامي فرحاً مسروراً حاملاً شهادة تفوقه يُريد أن يفاجئها بنجاحه، وارتفاع تحصيله…

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *