أثر الدعم العائلي في تعزيز الثقة بالنفس

أثناء رحلة عائلية، تعرَض أحد الأطفال لموقف مع أقرانه، حيث تلفظوا عليه بعبارات مؤذية أثرت على حالته النفسية بشكل كبير. دخل الطفل في حالة عصبية شديدة وقرّر حرمان نفسه من الاستمتاع ببرنامج الرحلة ومشاركة أقرانه، تعبيرًا عن غضبه واستيائه.
لكن بفضل احتواء جدّيه اللذين كانا برفقته، تمكن الطفل من الهدوء تدريجيًا. حيث تحدثا معه بلطف واستمعا لمشاعره، فانعكست هذه الكلمات الداعمة إيجاباً على حالته النفسية؛ حيث تغيرت ملامحه واعتدل في جلسته، وظهرت عليه مشاعر الراحة والأمان مما ساعده على استئناف المشاركة في برنامج الرحلة، رغم بقاء أثر الموقف عليه.
دعم الجدّين له ولّد لديه شعور بالأمان اتجاههما فقرّر في اليوم التالي أن يفتح قلبه لهما ويتحدث عن سبب غضبه. حيث عبّر عن مشاعره وكانت فرصة لتفريغ شحنات الغضب المكبوتة بداخله. حيث أشاد الجدّان بشجاعته في الحديث عن المشكلة وأكدّا له أنه قادر على التغلّب على أي مشاعر سلبية وأنه طفل شجاع ومميز في العائلة.
ما يحتاجه أطفالنا في مثل هذه المواقف هو الدعم النفسي والتشجيع والاحتواء، والاستماع إليهم، واعطائهم فرصة للتحدّث عن مشاعرهم أثناء الموقف لحمايتهم من أي تبعات تسبّب لهم أي أذى نفسي وتقليل أثر الكلمات المؤذية على ثقتهم بأنفسهم، وشعورهم بالدونية والعجز عن التصرّف.
فعندما يشعر الطفل بأنه محبوب ومقدّر ويمتلك قدرات ومواهب، تتعزّز ثقته بنفسه وبقدراته ويصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات والمشكلات التي يمر بها، لذا علينا جميعًا أن نكون سندًا لأطفالنا، خاصة في اللحظات التي يشعرون فيها بالضعف أو الغضب، ولنساعدهم في التحكم بمشاعرهم ليكونوا قادرين على اتخاذ قرارات سليمة عند تعرضهم للأذى من قبل الآخرين.
بقلم:أ.شفيقة الغسرة
استجابات