المؤتمر الإقليمي لمناهضة التحرش الجنسي ضد النساء

شاركت الأستاذة هناء الكامل عضو جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية في المؤتمر الإقليمي “التحرش الجنسي كعنف اجتماعي وتأثيره على النساء”، الذي نظّمه الم ركز المصري لحقوق المرأة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للسكان وهيئة المعونة السويدية، وذلك في الفترة من 13-14ديسمبر 2009م بجمهوريّة مصر العربية.

ويهدف هذا المؤتمر بالدرجة الأولى إلى تشكيل ورقة ضغط على الحكومة المصرية للاعتراف بوجود ظاهرة التحرش الجنسي، ومن ثم إقرار القانون المقترح من قبل المركز المصري لحقوق المرأة.

وركّز المؤتمر على كون التحرش الجنسي بالمرأة ظاهرة قائمة في كل المجتمعات، شرقية وغربية، نامية ومتحضرة، وإن كان مدى انتشارها وتفاقمها يختلف من مجتمع لآخر وفقًا لمدى احترام حقوق الإنسان، ونظرة المجتمع للمرأة، ومدى تمتعها بحقوق مساوية للرجل، ودرجة النشاط والتواجد الأمني في المجتمع، وأمور أخرى كثيرة ترتبط بالوازع الديني والثقافة السائدة.

وناقش المؤتمر الذي ضمّ مشاركين من 16 دولةً عربية محاور عدة حول مفهوم العنف الاجتماعي وأشكاله وآلياته، ودور الثقافة والإعلام والدولة ومناهج التعليم في تفشى العنف المجتمعي أو الحد منه. وتطرّق المؤتمرون في جلسات المؤتمر إلى مفهوم حماية النساء، ومدى تلبية القوانين والتشريعات للاحتياجات وتحقيقها للعدالة، ودور القانون المحلي في التغيير الاجتماعي، وكذلك الحلول التشريعية وتطبيقها في المنطقة.

وأشارت التوصيات إلى أهمية إنجاز عدد من الخطوات بشراكة كاملة بين أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني، ومؤسسات التنشئة الاجتماعية التعليمية والإعلامية والثقافية والقائمين على الخطاب الديني. ففي مجال التشريع أوصى المشاركون بتبنّي المجالس التشريعية العربيّة قوانين وتدابير تفرض العقوبات وتشددها في حالات ممارسة العنف ضد المرأة وأن يضمن التشريع صيانة كرامة المرأة وحماية حقوقها.

وفي مجال الأمن طالبت التوصيات بتوفير دوريّات للأمن في الشوارع لمساعدة الضحية، وتسهيل الإثبات، مع توفير آليات الرقابة والحماية مثل الكاميرات وغيرها من طرق الإثبات التي تضمن حق الضحية والمتهم على حد سواء، وكذلك خطوط هاتف ساخنة. أما في مجال التنشئة الاجتماعية فأوصى المشاركون بالاهتمام بدور المدرسة كمؤسسة تربوية لا تعلم النشء المناهج الدراسيّة وإنما تعليمهم العمل والنشاط المشتركين بين الفتيات والفتيان في إطار الأنشطة الأدبيّة والفنيّة بحيث يتعودان سويًا على الشراكة المجتمعية. إضافة إلى المزيد من الاهتمام بالأخصائي الاجتماعي.

وأكّد المشاركون على دور الخطاب الديني المرتبط بالمشاكل الاجتماعية وأهمية أن يكون هذا الخطاب داعيا إلى التسامح وقبول الأخر واحترامه والتعاون معه لبناء أسرة متماسكة ووطن حديث متقدم.

مقالات ذات صلة