الزواج شراكة أم حضانة؟

تتكرر كثيرا عبارة “اعتبري زوجك أحد أبنائك” والهدف منها إظهار أهمية مراعاة الزوج ورعايته، لكن هل المطلوب أن تكون العلاقة بين زوجة وزوج أم علاقة أم وطفل؟
وكأن الزواج علاقة أحادية الاتجاه، تُطالب فيها المرأة بأن تكون الأم، والمربية، والمدلِلِة، والحريصة على ألا تتأثر مشاعره وكأنها تتعامل مع كائن هشّ لا يحتمل الخلاف أو النقد، لكن الأسئلة التي تستحق الطرح: لماذا تتزوج المرأة؟ هل تبحث عن سند وشريك، أم عن طفل إضافي تُكمل تربيته؟ ولماذا يتزوج الرجل؟ هل يريد شريكة ورفيقة أم حاضنة وأُم؟
لطالما تردد على مسامعنا حديث النبي ﷺ: “رفقًا بالقوارير” ، وغالبًا ما يُفسر بأن المرأة هي القارورة، وأنها الكائن الضعيف الذي يحتاج للمدارة، لكن في الخطاب اليومي، لا يبدو أن الرجل أقل هشاشة من الزجاج! فبعض الأصوات تُطالِب بأن يُدلّل الرجل، ويُراعى، ويُسكت له، حتى لو كان على خطأ، بحجة الحفاظ على البيت.
هذا لا يعني التقليل من مشاعر الرجل أو احتياجاته، بل هو دعوة للتوازن، فالمرأة أيضًا تمرّ بتقلبات، وتُرهق من ضغوط متعددة، ويكفي أن نقرأ في القرآن الكر يم حجم العناية بمشاعرها: (وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي)، (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا)، وهي آيات تعكس اهتمامًا نفسيًا وعاطفيًا حقيقيًا.
نحن نعيش زمنًا يميل فيه الخطاب العام بحسب المصلحة، فتُوصَف المرأة أحيانًا بأنها عاطفية وضعيفة وغير مسؤولة عن تصرفاتها وتحتاج إلى من يتخذ القرارات نيابةً عنها، ومرة أخرى بأنها بطلة خارقة للعادة فيُطلب منها أن تتحمّل وتشارك بالنفقة وتُربّي ” الأب” والأبناء معًا! وفي المقابل بأن الرجل القوي صاحب القوامة ورجاحة الرأي، نجده ريشة تعصف بها الريح في أول تحد!
أما آن الأوان أن نرتقي بخطابنا؟ رجالا ونساء، بأن قوة كلا الطرفين ومشاعرهما مهمة، ودور كل منهما مكملا للآخر، فالتوازن لا يعني نزع المسؤولية من أحدهما، بل أن يعترف كل طرف بمشاعر الآخر وقيمته، أهمية الاحترام والرعاية والتفاهم، وكلها أسس لبناء علاقات أقوى، لا تقليص أحدهما لصالح الآخر، فلا نميل بكفة على حساب الأخرى تبعًا لأهوائنا.”
بقلم:م.صبا العصفور
استجابات