أعطونا الطفولة أعطونا السلام …
” أعطونه الطفولة اعطونه السلام” عبارةٌ مجتزأةٌ من أنشودةٍ لطالما ترددت على مسامعنا وبمجرد الاستماع لها تُحلق مخيلة بعضنا مع أطفال غزة فنتألم ونُشعر بعدم القدرة على تغيير واقعهم.
تقول أم سامي عندما أسمع أنشودة “أعطونه الطفولة أعطونه السلام” تنتابني مشاعر من الغضب وتلويم النفس والشعور بالتقصير وأفكر “كيف أمنحهم الطفولة والسلام؟!”، فتختلجني مشاعر الخيبة والعجزعن فعل شيء ما، فأفرغ كل غضبي ومشاعري السلبية تجاه أبنائي فما أن يأتي أحدهم ليطلب مني حاجة أشعره بأنه لامبالي وأناني يحب نفسه ولا يفكر بغيره.
في ظل ما نشاهده من أحداث مؤلمة لأطفال غزة، قد يجد بعض الآباء صعوبة في السيطرة على مشاعرهم التي تتأرجح بين الألم والحسرة، والحزن وقلة الحيلة، وقد نتفوه بكلمات نُشعِرُ أبناءنا بأن قلبنا لا يسعهم، وبأنهم لا يحترمون مشاعرنا، ولا يتشاعرون مع ما يحصل لأطفال غزة، وكأننا نُحمّلهم مسؤولية ما يحدث ونتهمهم بمواصفات لا تليق بهم، وبأسلوبنا هذا قد نُساهم في حرمان أبنائنا من طفولتهم بعدم توفير البيئة الآمنة والتي هي حقٌ لكل طفل، فما لم نستطع تحقيقه لأطفال غزة علينا أن نعمله من أجل أبنائنا.
فلنكن أكثر وعياً لما يصدر منّا من ردود أفعال اتجاههم، فلا نجعل ما يحدث لأحبتنا في فلسطين تبريراً لتصرفاتنا تجاه أطفالنا، بل على العكس من ذلك فننتهز هذا الوقت العصيب بالإطمئنان على حال قلوب أبنائنا بإعطائهم فرصة للتعبيرعن مشاعرهم، والاستماع إليهم لمساعدتهم في تقليل أثرها عليهم، وبإمكاننا مشاركتهم الدعاء لأهل فلسطين، وسرد بعض القصص التي يتعرفون من خلالها على القضية الفلسطينية، كل هذا قد يُساهم في قدرتنا على التعامل السليم مع مشاعرنا، فنكون قادرين على منح السلام والأمان لأبنائنا.
بقلم: أ.فضيلة الحماد
استجابات