وقت الشاشة
كنتُ أُفَكِرُ في هذا السؤال: ماهو (وقت الشاشة) الذي يتحدث عنه التربويون؟
هل هو وقت مشاهدة البرامج التلفزيونية؟
أم هو وقت اللعب بالآيباد؟
أم هو وقت التعلم والتدريب ووو؟
هل كل ذلك يشمل وقت الشاشة الضيق؟
(وقتُ الشاشةِ) مفهومٌ فضفاضٌ جدًا، العالمُ اليوم هوَ عالمُ التقنية، ولا نستطيعُ الهربَ مِنْ ذلك، فقد أثبتت لنا كورونا ذلك بجلوسنا في منازلنا واستخدامنا لبرامج الزووم والجوجل وغيرها من المنصات. فليست الشاشة هي فقط لعب (بلاي ستيشن) أو برامج الكرتون العبثية.
اليوتيوب اليوم مليء بالبرامج المتنوعة التي قد ينتقيها الآباء بعناية بما يخدم أهدافهم التربوية، ويحتوي أيضا على برامج تعليمية تفيد الآباء وتفيد جيوبهم، فلا يحتاج الأب أن يأخذ ابنه لدروس الموسيقى ، الرسم، أو التصميم، البرمجة،الطبخ، اللغات ..وغيرها، فهي كلها متوفرة ومجانية عبر النت.
وهناك الكثير من التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تنمي المهارات العلمية كالرياضيات والقراءة والكتابة وحتى الفيزياء والكيمياء وغيرها.
فهل يكفي الطفل الذي يريد أن يتعلم مهارة أو مفهوماً جديداً أن يعطى وقت نصف ساعة أو ساعة (للشاشة)؟
وهلْ يُحْرَمُ الطفلُ في عمرِ ال5 سنوات مثلاً من هذه المهارات لأن (وقت الشاشة) محدد وضيق؟
السوقُ العالميةُ بحاجةٍ لمبرمجين ومصممين وخبراء تسويق والكثير من المهاراتِ التقنية المتجددة كل يوم، والتي يستطيع الآباء أن ينموها في أبنائهم منذ الصغر بحسب مواهبهم وقدراتهم، وكل ذلك عبْرَ ضغطة زر واحدة.
نعم من المهم أن لا يقضي الطفل كل وقته على الشاشة، بل يساعده والديه في تنظيم وقته،فيمارس ألعاب أخرى كالبناء والرياضة ويشارك الآخرين فلا يكون منعزلًا اجتماعياً.
أما القلقُ من الإدمان على الشاشات فهو موجود عند كل أب وأم، ولكن يستطيع الآباء الموازنة واختيار الأفضل لأبنائهم بحيث لا يجعلونهم (أميين) تقنياً بسبب هذا الخوف.
استجابات