تدريب أكثر من 600 طفل على مهارات الحماية من التنمر ثمرة شراكة مجتمعية في مشروع “حين تؤذي”
أطلقت مبادرة “نسيم” التابعة لجمعية ملتقى الشباب البحريني مشروعها الرابع في نوفمبر من العام الماضي بعنوان “حين تؤذي” لمناهضة التنمر المدرسي بين الأقران وبشراكة مجتمعية مع برنامج “كن حرًا” التابع لجمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية والذي يلعب دور الشريك العلمي في هذا المشروع، حيث يوفر المادة العلمية والتدريبية من خلال خبرته الواسعة في حماية الأطفال من الاعتداء.
يهدف المشروع إلى الحد من مشكلة التنمر المدرسي والحماية منه، عن طريق التوعية بأساليب خلاقة وفنية تحاكي الطلبة بالدرجة الأولى، ثم أولياء الأمور، فطاقم التدريس وصولاً إلى الجهات المعنية والمسئولين”.
وفي هذا الجانب صرحت الدكتورة رنا الصيرفي الشريك العلمي لمشروع حين تؤذي بأن” فريق عمل “حين تؤذي” انتهى مؤخراً من تدريب أكثر من 600 طالب وطالبة في مجموعة من المدارس الخاصة على بعض المفاهيم والمهارات الأساسية للحماية من التنمر، فقد قام برنامج “كن حرًا” في بداية فبراير من هذا العام بعمل برنامج مكثف لتدريب مدربين لمجموعة من المتطوعين الشباب من مبادرة “نسيم” وبعض الطلبة من الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا – كجزء من برنامج الجامعة في خدمة المجتمع- لمدة أسبوعين، من أجل تأهيلهم لتقديم ورش عمل تدريبية وتوعوية بالتنمر المدرسي موجهة لطلاب المدارس.
وأردفت الصيرفي “ومن ثم، انطلق الفريق المكون من مدربات برنامج “كن حرا” بالإضافة إلى المتدربين المتطوعين بعمل زيارة أسبوعية لمجموعة من المدارس الخاصة مع المتدربين المتطوعين”.
وتابعت بقولها: “تضمن التدريب في المدارس تقديم ورشة (شخصيتي قوية ولا أستسلم) لأطفال الحلقة الابتدائية الأولى والتي تساعد الأطفال على التعامل مع التنمر وعدم الاستسلام، كما قُدمت ورشة (التنمر عمل غير إنساني ومرفوض) للحلقة الابتدائية الثانية والتي تهدف إلى تعريف الأطفال بالأعمال التي تصنف على أنها تنمر، والتعرف على المشاعر المصاحبة للأعمال المؤذية، والمشاعر المصاحبة للأعمال الجيدة، بالإضافة إلى تقديم قصة (نمرح ونتعلم مع الاختلاف) للأطفال من الحلقة الابتدائية الأولى لتعريفهم بأهمية الاختلاف وكيفية التعلم منه”.
ومن جانبها أعربت إيناس الفردان رئيسة مبادرة نسيم عن سعادتها بنتائج الورش التدريبية في المدارس، مضيفةً “يسعدنا بأن الطلبة الذين تم تدريبهم أصبحوا أكثر وعياً بمفهوم التنمر المدرسي وكيف يمكن أن يحدث والأضرار التي يمكن أن ينتجها على جميع الأطراف، كما وأصبح لديهم بعض المهارات الأساسية لحماية أنفسهم من التنمر”. ولفتت الفردان بأن ” مشروع (حين تؤذي) يتكون من أنشطة توعوية مباشرة وأخرى فنية، ففي الجانب التوعوي المباشر، تقوم المبادرة بإعداد دراسة علمية لمعرفة مدى انتشار مشكلة التنمر في مدارس مملكة البحرين، وستكشف عن أهم أنواعه وأسبابه وتضع التوصيات الهامة للحد منها، وكذلك تعمل بالتعاون مع كن حراً على عمل ونشر انفوغرافيكس خلاقة لأهم عشرة أسئلة متعلقة بالحماية والوقاية من التنمر المدرسي، بالإضافة لبرنامج الورش التدريبية في المدارس بالتعاون مع برنامج كن حراً أيضاً”.
وأضافت الفردان “أما من الجانب الفني، ففريق نسيم المكون من أكثر من 40 فنان وفنانة بحرينيين يعملون على قدم وساق لتقديم مجموعة من الأعمال الفنية التوعوية الخلاقة والتي ستتضمن فيديوهات توعوية قصيرة، وأنشودة تصاحبها تمثيلية ايحائية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من اللوحات الفنية المختلفة من فوتوغرافيا ورسم وخط وكاريكاتير وغيرها تصب كلها في التوعية بماهية التنمر وأنواعه وكيفية الحماية والوقاية منه”.
ونوهت إلى أن فريق “حين تؤذي” يحضر الآن لفعاليتين مهمتين، الأولى هي حلقة حوارية مفتوحة مع الآباء والأمهات بعنوان “كيف أحمي طفلي من التنمر” والتي ستقام في 7 أبريل من العام الجاري بمقر قاعة الأيام، و المهرجان الفني التوعوي “حين تؤذي” بتاريخ 12 مايو من العام الجاري في مركز عيسى الثقافي، والذي سيتم من خلاله عرض أبرز نتائج الدراسة العلمية والأعمال الفنية، بالإضافة لورش عمل توعوية عن التنمر موجهه للأطفال والآباء.
يذكر بأن “كن حرا” هو برنامج تربوي للأطفال والمراهقين ويعمل على صنع عالم آمن من الاعتداء على الأطفال مليء بالحب يطمح للسلام، ويساعد في وضع حلول للتسامي على ألم الاعتداء كما يساهم في الوقاية من التعرض لأنواع الإساءة، ويبني علاقات قائمة على المحبة والمودة والعطاء، تثقيفاً وتدريباً وتمكيناً.
ويشار إلى أن مبادرة نسيم قدمت ثلاث مشاريع نالت نجاحاً باهراً على مستوى البحرين والخليج، الأول بعنوان “نقطة تحول” تم من خلاله التركيز على ذوي الإعاقات من جراء حوادث وكيف استطاعوا التغلب على الإعاقة وتحقيق نجاحات هامة والاستمرار في العطاء، والثاني بعنوان “ادخل عالمي” والذي ركز على الأطفال ذوي التوحد للتوعية بأبعاد هذا الاضطراب الغامض، وايصال أبرز مشاكل هذه الفئة ومطالبهم للمسئولين والمجتمع ككل، والثالث بعنوان “نحترمها” الذي سعى لمناهضة العنف الأسري ضد المرأة وتكريس ثقافة احترامها كونها نصف المجتمع الذي يلد ويربي النصف الآخر إلى جانب مساهماتها في خدمة المجتمع بكل المجالات.