مؤتمر سياسات تغير المناخ في الوطن العربي
شارك برنامج المواطنة البيئية بجمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية في “المؤتمر الإقليمي لسياسات تغير المناخ في الوطن العربي، التحديات التي تواجه صناع القرار والناشطين” والذي عقد في 21 – 22 أكتوبر بمقر جامعة الأمم المتحدة في الأردن بدعوة من جامعة الأمم المتحدة ومؤسسة هيرنش بل مكتب الشرق الأوسط العربي، وقد شارك فيه كبار الأخصائيين في مجال تغير المناخ في الوطن العربي وأهم المؤسسات الناشطة عربيا في هذا المجال.
وقد ناقش المؤتمر مشكلة تغير المناخ على عدة أصعدة ( المياه ، الغذاء ، التنوع البيولوجي ، الغذاء، الطاقة المتجددة ، النزاعات ، التنمية) ، كما عرض المشاركين حجم مشكلة تغير المناخ في مختلف الأقطار العربية لا سيما الدول التي لا زالت تعيش وضعا سياسيا غير مستقرا ونزاعات كفلسطين والعراق.
وقد عرض دكتور عودة الجيوسي المدير الإقليمي للاتحاد العالمي لصون الطبيعة IUCN كلمة يشير فيها إلى حجم الكارثة المناخية والحاجة للتحرك السريع من أجل أخذ الخطوات اللازمة للتخفيف والتكيف معها، مشيراً إلى أن العصر الحجري لم ينتهي بنهاية الأحجار كذلك عصرنا اليوم لا يجب أن ينتهي بنضوب النفط بل يجب التعجيل في إيجاد حلول بديلة وتطبيقها على مستوى الوطن العربي.
تم في أول يوم عرض أثر تغير المناخ على الموارد المائية في عدة دول عربية والقراءات المستقبلية للوضع في حال لم توضح سياسات لتغير المناخ، كما تم التحدث بشكل موسع على آثار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على الموارد الطبيعية في فلسطين وتغير المناخ وعدم وجود أرضية تفاهم حقيقية بين الطرفين لوقف هذه الانتهاكات على البيئة والموارد.
تناول المؤتمر أيضا تغير المناخ على صعيد التنمية من جوانب متعددة منها دور سياسات تغير المناخ بالنسبة للجندر (النوع الاجتماع) والصحة، وتغير المناخ والانترنت، وأخيرا الحياة البحرية.
في اليوم الثاني تناول المؤتمر عدة محاور منها الأمن الغذائي كونها من أكبر تبعات تغير المناخ في كثير من الدول الزراعية، والغير زراعية كذلك وتم التركيز على أهمية وضع سياسات تدعم هذا القطاع واتخاذ خطوات من شأنها تحقيق الأمن الغذائي والحد من تفاقم مشكلة الغذاء مستقبلا.
من أهم محاول المؤتمر كانت الطاقة المتجددة كونها الحل الأمثل للحد من بصمة ثاني أكسيد الكربون التي يساهم فيها الوطن العربي بنسبة ليست قليلة، كما أن المؤشرات تدل على أن زمن الوقود الأحفوري يشرف على الانتهاء في العقود القادمة بسبب الاستنزاف والاعتماد الكلي عليه، وقد عرض المشاركين عدة حلول ومقترحات للاستثمار في الطاقات المتجددة في الوطن العربي والتي باتت أولوية للحد من تغير المناخ والتكيف معه وكذلك لتحقيق الأمن الاقتصادي مستقبلا.
كانت الجلسة الأخيرة معدة من قبل الناشطين في مجال تغير المناخ وقد شاركت زينب حميدان عضو برنامج المواطنة البيئية بجمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية عرضا عن الاستهلاك وتغير المناخ ، مشيرة إلى حجم المشكلة ومقدار الضرر الذي سيطال الناس بسبب تبعات تغير المناخ من كوارث طبيعية وتصحر وغيرها، ورغم إن الأفراد هم عصب المجتمع ووعيهم وسلوكهم هو الذي يؤثر على صناع القرار، في حين أن المجتمع لا يعلم ما هو تغير المناخ؟ وما هو أثره عليهم ؟ وما الذي يمكنهم فعله؟، وقد ركزت حميدان بشكل أساسي على حق الأفراد في معرفة كل ما يمس حياتهم بشكل مباشر من كوارث وحروب وقرارات وغيرها، وان مسؤولية إيصال هذه المعلومات تقع بالدرجة الأولى على الحكومات والناشطين في مجال تغير المناخ.
كما عرضت أهمية تشكيل عقليات الأفراد من خلال تثقيف الجهات المؤثرة إقليميا عن تغير المناخ كرجال الدين الذين لهم أثر كبير على غالبية الناس لا سيما في مجتمعاتنا المحافظة والتي يعتبر فيها رجل الدين سلطة لابد أن توظف ايجابيا لما يخدم الإنسان روحيا وعقليا، إلى جانب ذلك أشارت لأهمية التعليم وتثقيف الأطفال والشباب بهذه المشكلة التي تمس مستقبلهم بالدرجة الأولى، والوصول لجميع فئات المجتمع من خلال الإعلام بأنواعه إلى جانب إبراز البعد القيمي من مشكلة تغير المناخ فإن لم تؤخذ التدابير اللازمة للحد والتخفيف والتكيف معها ستكون النتيجة أمام أعيننا في العقود القادمة بازدياد ضحايا الكوارث الطبيعية و الفقر والتشرد والحروب من أجل الاستحواذ على الموارد وغيرها.
وأخيرا قام المشاركون في المؤتمر بصياغة توصيات للمؤتمر يخاطبون فيها كل من الحكومات، ومؤسسات المجتمع المدني والشعوب العربية، بأن دول الوطن العربي بحاجة ماسة للتحرك السريع والمدروس لوضع سياسات لتغير المناخ سواء على مستوى الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني والشعوب و كذلك القطاع الخاص، وأنه من موقعهم كمتخصصين وناشطين في مجال تغير المناخ يمدون أيديهم لكل من يشاطرهم الحلم بحماية كوكب الأرض من تفاقم مشكلة تغير المناخ وتأمين حق الأجيال القادمة بحياة آمنة خالية من تهديدات تغير المناخ .