سلسلة مقالات بعنوان: “أزمةُ “كورونا ” وحمايةُ أبنائنا من آثارها”
3- لحماية أطفالك … كن قريبًا منهم وخطط ليومياتهم
لقد اعتاد معظم الآباء على سير برنامج أطفالهم وقضاء وقتهم بنمط معين، حيث يقضي معظمهم أوقاته بين الدراسة، وأداء الواجبات، واللعب وزيارة الأهل والتسوق برفقة آبائهم .. وغيرها.
مع “أزمة كورونا” والطفرة التي حصلت فجأة وجد الآباء أنفسهم متواجدين مع أطفالهم بشكل دائم في البيت، فأصبح هذا التغيير أزمةً للبعض أكبر من “أزمة كورونا” وهذا يُحّملهم مسؤولية التفكير في كيفية التعامل مع التغيير الجديد والتأكد من جودة برنامج أطفالهم، بأن لا يجعلوا الظروف المحيطة أو أمزجتهم هي التي تتحكم في اختيار طريقة سيره.
كثيراً مايردد بعض الآباء في صورة الحيرة والعجز قبال أزمة كورونا، “ما الذي أفعله وأنا طوال الوقت مع أطفالي؟ كيف أشغلهم؟”، “كيف أنظّم وقتهم وأخطط له؟” قد يختلف بعضهم في التخطيط ليوميات الأبناء، فمنهم من ركزّ على دراستهم وأعطاها الأولوية حرصًا على نجاحهم، والبعض ركز على جانب المرح والأنشطة الجماعية بهدف الترفيه عنهم، وبعضهم سمح لهم باستخدام الأجهزة الإلكترونية لوقت طويل واعتبرها هي الوسيلة الوحيدة لإشغالهم ناسيًا أضرارها ومخاطرها عليهم، وبعضهم سمح لهم بالنوم لساعات طويلة لكي يتفادى تحمل مسؤولية التعامل مع الوضع الجديد.
إن تغيّر برنامج حياتنا وحياة أطفالنا فجأةً أدى لغياب الكثير من العناصر الأساسية التي كانت موجودة فيه سابقًا، والتي كانت تستهلك الكثير من الوقت، هذا يجعلنا كآباء ننظر لها كمحطة تستحق الوقوف عندها لنأخذ منها ما كان ينقصنا في الأيام الاعتيادية بوضع برنامج متنوع، يغذي مختلف حاجات الأطفال، ويُساهم في تطورهم.
قرارك بأن تكون قريبًا مــــنهم وتتأكد من سير برنامـــــــجهم بما هـــــو مجـــدي لهم، هــــــــو الـــــــــقرار الصائب وهو الذي سيثمر بنتائج إيجابية، اجلس معهم وخطط ليومياتهم بمشـــاركتهم واســــتمع لمقترحــاتهم واختر المناســـــــب منها، ركـــز على التـنوع والمــــــفيد الذي يـــــجعل حياتـهم أفضــــــل فوقتٌ لدراستهم، ووقتٌ للعب معهم ولتنمية مواهــــــــــــبهم وتطـوير مهاراتهم، ووقتٌ لمشاركــتهم في الأعمال المنزلية المناسبة لهم، وسرد القصص المفيدة لهم .
وهذا لايعـــــــني أنك تظل طــــــوال الوقت معـهم بل امنحهم وقتًا لأن يفـــــكروا ويتعـــــلموا ويلعــــــبوا ويمرحوا لوحدهم.
بهذا التخطـــــيط المثمر ليومــــــياتهم ستـــجعل أوقــــــاتــــهم مثـــمـــــرةً وتبعــــدهم عــن مشـــاعــر الملل والروتين ، وستقلل من تواجدهم على الأجهزة الإلكترونية، كما ستساهم في جعل بيتـــــــــك هادئًا وحياتهم أكثر تنظيمًا لأنك شغلت وقتهم بما يفيدهم وينفعهم .
فضيلة حمّاد
جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية
برنامج ” كن حراً”