تعديل “صورة المرأة” في المناهج الدراسية للحلقة الأولى

عبرت معدّة البحث النوعي “صورة المرأة في مقرر اللغة العربية بالكتب الدراسية الخاصة بالحلقة الأولى بمملكة البحرين”، الأستاذة فريـا ل الصيرفي، إن جمعية البحرين النسائية -للتنمية الإنسانية تأمل أن يكون نتاج هذا البحث من الأمور الأساسية التي يتم أخذها في الاعتبار من قبل صنّاع القرار في وزارة التربية والتعليم، لتجديد مناهج اللغة العربية للحلقة الأولى في التعليم الابتدائي، خاصةً مع توجهات وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين لتطوير المناهج بما يتناسب مع التطور الراهن.

ويعد البحث المذكور دراسة نوعية قدّمته جمعية البحرين النسائية ي بحث في صورة المرأة في الكتب الدراسية، ويسلِّط الضوء على مواقع التمييز بينها وبين الرجل، ويطالب بتغييرها وجعلها متوافقة مع أدوار المرأة المجتمعية الحقيقية.

وتتحدث معدة البحث الأستاذة فريـال الصيرفي في هذا اللقاء التلفزيوني الذي تم إجراؤه في برنامج “هلا بحرين”  عن دواعي البحث ومحاوره ونتائجه وتوصياته.

1. ما هي دواعي هذا البحث الذي أعدّته جمعية البحرين النسائية، وماهي المشكلة التي تناولها البحث؟

تتعرض المرأة للتمييز في معظم مناحي الحياة، ومنها المناهج الدراسية التي ما زالت تعرض صورة تقليدية منقوصة للمرأة لا تتناغم مع أدوارها الحقيقية في الحياة، مما يؤثر سلباً على نظرة المرأة لنفسها من جانب، ونظرة المجتمع إليها من جانب آخر، الأمر الذي أدى إلى انتقاص أهليتها مما يترتب عليه حرمانها من حقوقها. فكان لا بدَّ من الكشف عن صورة المرأة كما وردت في الكتب الدراسية الخاصة بعينة الدراسة، كما ويأتي إطلاق هذا البحث إنطلاقاً من الأهمية التي توليها جمعية البحرين النسائية في نشر الوعي الحقوقي في المجتمع ابتداءً من المراحل المدرسية الأولى، وإيمانا منها أن إزالة مظاهر التمييز بين الجنسين لابد وأن يتم العمل عليها في فترات مبكرة .

2. ما أسباب اختيار مرحلة (الحلقة الدراسية الأولى)؟

لكونها المرحلة الأساسية في التعليم، وإلى حداثة أعمار الفئة الملتحقة بهذه المرحلة (ما بين 6-8 سنوات) الأمر الذي يجعلهم أكثر تأثراً بالمدرسة، بالإضافة إلى أن هذه المرحلة مرحلة تأسيس في جوانب الشخصية؛ المعرفية والوجدانية والقيمية والاجتماعية كافّة.

3. ما أسباب اختيار كتب اللغة العربية للدراسة؟

لأنَّ نصوصه عادةً ما تكون عامة، ومستقاة من مختلف الميادين؛ فقد تكون دينية أو تاريخية أو علمية.. الخ، بالإضافة إلى كونها مادة أساسية في المنهج، تُدرّس في جميع المراحل والصفوف، وعنصر ثقافي أساسي.

4. ما هي محاور البحث الأساسية؟

أ‌-        تمثيل المرأة والرجل.

ب‌-     أدوار المرأة والرجل في الأسرة.

ت‌-     المهن التي انحصر فيها عمل كل من المرأة والرجل.

ث‌-    مقدار تمثيل المرأة والرجل ومشاركتهما في الحياة السياسية.

ج‌-      دور الفتى والفتاة في المدرسة والحياة العامة.

5. ما هي النتائج التي توصل إليها البحث؟

1.       التباين الكبير بين تمثيل المرأة والرجل في كتب اللغة العربية للحلقة الدراسية الأولى مما يعكس سلطة الثقافة الذكورية.

2.       الأدوار التقليدية (طبخ ورعاية)  للمرأة تلقى مكانة راسخة في كتب اللغة العربية للحلقة الدراسية الأولى.

3.       بداية إدراج الرجل كطرف مساعد في التربية والأعمال المنزلية وليس كشريك.

4.       اختزال الأدوار المجتمعية للمرأة في التعليم فقط، في كتب اللغة العربية للحلقة الدراسية الأولى.

5.       تبتعد كتب اللغة العربية للحلقة الدراسية الأولى عن واقع المرأة بشكل ملحوظ، مما لا يساهم في نضج نظرة الرجل تجاه المرأة، ونظرة المرأة تُجاه نفسها، ونظرة المجتمع إليها.

6.       التمثيل السياسي للمرأة والرجل بعيد تماماً عن كتب اللغة العربية للحلقة الدراسية الأولى.

7.       اللغة المكتوبة في كتب اللغة العربية للحلقة الدراسية الأولى ترسخ تبعية المرأة للرجل وتظهرها على أنها الطرف الثاني في الحياة.

6. ما هي الصورة المأمولة للمرأة في الكتب الدراسية؟

نريد لمناهجنا أن لا تعكس زاوية الصورة النمطية للمرأة الموجودة في المجتمع؛ لأنَّها ليست بالصورة المثالية، هناك زوايا أخرى لأدوار المرأة تُردد ولكن من دون آلية لتفعيها وجعلها برنامج عملي ينزل إلى أرض الواقع، نريد صورة حقيقية للمرأة تعكس الواقع بصدق وتترجمه عملياً تمهيدًا لواقع جديد يهيئ عقلية الأجيال إلى ما هو مطلوب وما نريد تحقيقه بالنسبة لدور المرأة، فبدلاً من أن تُظهر المناهج أدوار المرأة في المنزل وهي تُعد الطعام وتغسل الأواني وترّتب المكان فتكرس سجنها في هذا الإطار، ممكن أن تظهر دور المرأة المتعلمة والواعية والمستقلة في تربية وتوجيه ومساعدة أبنائها في جميع مناحي حياتهم العملية والاجتماعية والعلمية والتخطيط لمستقبلهم، ورفدهم بفكرها وخبرتها وتجاربها. أليس هذا واقعاً؟!

7. ما هي توصيات البحث بعد النتائج التي توصل إليها؟

  1. تجديد الكتب الدراسية بإدراج الأدوار المجتمعية للمرأة بما يتلاءم مع الواقع.
  2.  إدراج سيرة الرائدات البحرينيات في مواضيع الكتب الدراسية.
  3. نشر الثقافة الحقوقية والدور الاجتماعي في المدارس.
  4.  تأهيل القائمين على وضع المناهج والمدرسين والمدرسات في مجال النوع الاجتماعي.
  5.  تحرير اللغة المكتوبة من أسلوب التبعية والأفضلية للرجل والتعامل مع المرأة والرجل على أنهما شريكين في الحياة.

8. ماذا تأمل جمعية البحرين النسائية على خلفية هذا البحث ؟

تأمل جمعية البحرين النسائية أن يكون نتاج هذا البحث من الأمور الأساسية التي يتم أخذها في الإعتبار من قبل صنّاع القرار في وزارة التربية والتعليم وتدفع نحو تجديد مناهج اللغة العربية للحلقة الأولى في التعليم الابتدائي، وخصوصاً مع توجهات وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين في تطوير المناهج بما يتناسب مع التطور الراهن.

مقالات ذات صلة

حوار مع الدكتورة/ وجيهة صادق البحارنة – رئيسة جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية

كيف نشأت فكرة تأسيس جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية ؟وإلى ما يرجع التميز في برامج وأنشطة الجمعية؟ جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية منظمة استشارية في المجلس الاقتصادي…

تمثل المرأة 30% من تمثيل الرجل في المناهج الدراسية، ورقة بحثية للبحرين النسائية في المنتدى الحواري للاتحاد النسائي البحريني

في المنتدى الحواري “المرأة في صراعها الطويل – هكذا يريدونني وهكذا أريد نفسي” الذي نظّمه الاتحاد النسائي البحريني صباح يوم السبت الموافق 28 يناير 2017…

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *