وجبة أمام الشاشة… خطر خفي يُهدد الأطفال
انتشرت ظاهرة جلوس الأطفال أمام الشاشات ومشاهدتهم الرسوم المتحركة والفيديوهات والألعاب أثناء تناول وجبتهم. ويرى بعض الآباء أنها حلٌّ سريع لتشجيع أبنائهم على الأكل، لكنهم قد لا يدركون تبعاتها الصحية والاجتماعية والنفسية على أطفالهم.
“فقد تُقلّل هذه الظاهرة من مهارات التواصل الأسري، ويصبح لدى الأبناء ارتباط شرطي بالشاشات، إذ يعتبرونها شريكًا يشاركهم وجبتهم، بدلاً من ارتباطهم بأفراد أسرتهم. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي فقدان التركيز أثناء تناول الطعام إلى الإفراط في الأكل من دون انتباه، مما يمنع الشعور بالشبع، ويستمر الطفل في الأكل، مما قد يؤدي إلى السمنة.
وقد أجرى فريق بحثي من جامعة “مينهو” البرتغالية دراسة تناولت عادات الأكل لدى 735 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات. وتبيّن من النتائج أن الأطفال الذين يستخدمون الهواتف الذكية أو يشاهدون التلفاز أثناء تناول الطعام أكثر عرضة بنسبة 15% لزيادة الوزن. وأوضحت الدكتورة آنا دوارتي، كبيرة الباحثين في الدراسة، أنه “عندما يركّز الأطفال على الشاشات أثناء تناولهم للطعام، يتشتّت انتباههم، ويستمرون في الأكل بما يفوق حاجتهم الفعلية”.
خطوات لحماية الأبناء من ممارسة تلك الظاهرة:
- شارك أبنائك في وضع قانون داخل الاسرة بمنع استخدام الأجهزة ذات الشاشات في أوقات معينة، كوقت الطعام مع توضيح أن هذه الأوقات الشريك الأساسي فيها هم افراد الأسرة.
- شجّع أفراد الأسرة على المشاركة والبدء بتطبيق ذلك فوراً، من خلال جعل وقت الطعام ممتعاً ومشوقاً.
- اِبْدَأْ بخطوات صغيرة خاصة إذا أعتاد أبناؤك على هذه العادة وليكن الأمل والإصرار شعارا للبدء بعملية التغيير.
- شارك الأبناء في إعداد بعض الوجبات مع الأخذ في الاعتبار أعمارهم وقدراتهم، فهذه المشاركة قد تحفّزهم للأكل بدون شاشات.
- ثق بقدرتك كولي أمر على الاستدامة مع تكرار المحاولة حتى يعتاد الأبناء على تناول الطعام بدون شاشات.
ويبقى دورُنا كآباءٍ هو الانتباهُ والوعيُ لتلك الظاهرة؛ فإن كانت موجودةً في أُسرنا، فلنقِس درجةَ وجودها ولنبدأ فورًا بالتغيير بمعالجتها، وإن لم تكن موجودة، فلنحرص على ثبات أبنائنا بتجنبّهم تلك الظاهرة وتبقى التوعية والوقاية ضرورةً مستمرة، حفاظًا على صحتهم وسلامتهم.
بقلم : أ.فضيلة حمّاد
استجابات