التواصل المجهول!
تتغير الكلمات بتغيّر حروفها وتتغير الحروف بتغير نقاطها أو حركاتها، فمثلاً: كلمة (نخلة) تصبح نحلة، كذلك كلمة باب بتغيّر بائها الأولى تصبح (تاب).
وحركات الحرف كذلك ومثالها: (العِقاب)، باستبدال حركة حرف العين الكسرة إلى الضمة تصبح الكلمة (العُقاب) (هو اسم عام لعديد من الطيور الجارحة الكبيرة).
وهذا ما نراه مع الأسف في اتصالاتنا عندما نريد أن ننجز بعض المهام مع أطراف خارجية، كأن يعطيك موظف رقم (موبايله) الخاص للتواصل معه وعندما تحاول الاتصال به تسمع: “لقد أدخلت الرقم الخطأ”، وعند مراجعة الموظف يُخبرك: “أن هذا الرقم (للوتس أب) فقط”.
وقد تُخطئ في شراء بضاعة فيقول لك البائع: لا مشكلة، يمكنك استرجاع المبلغ في أي وقت، وعند المراجعة يتغير الكلام ليقول: سياسة المحلّ لا تسمح لنا بإرجاع المبلغ نقداً، ولكن يمكنك اختيار بضاعة أخرى بنفس المبلغ من المحل.
السؤال المطروح: هل عجز (المرسِل) على إيصال الكلمة بمعناها الحقيقي للـ(مستقبِل) ؟ أم على المستقبِل أن يفهم الكلمة مهما كان شكلها سواء بتغيير النقطة أو بتغيّر حركتها؟!
هذا لا يحدث فقط في التعاملات الخارجية ولكن أيضاً في تعاملنا مع أُسرنا وفي علاقاتنا الاجتماعية، فقد تكون الرسالة واضحة في أذهاننا ونعتقد أننا عند إرسالها بأي طريقة كانت، سواء بتغيير نقطة أو حركة سيفهمها من ستُوصل له، ونتيجة ذلك يحدث خلاف أو سوء الفهم.
لكننا حين نركّز في معاني الكلمات التي سنقولها بحيث توصِل المفهوم الصحيح للمستقبِل بأبعادها المختلفة، فحينها لن يحدث هذا الخلاف أو سوء الفهم، لذا علينا بذل الجهد في اختيار الكلمات المناسبة بحيث تصل إلى المستقبِل بوضوح لا غموض فيه.
كما أننا أحياناً نجهل التواصل حتى مع أنفسنا، فنعمل خِلاف ما نريد، لأن المعاني المختزنة بداخلنا غير واضحة فتوجّهنا إلى مسارٍ آخر غير الذي نريده، ولذلك ينبغي أن نعي تماماً ما نقوله أو ما نحدّث به أنفسنا لكي تكون رسائلنا واضحة وتوصِلنا إلى مرادنا وغايتنا.فهل آن الأوان لتحسين تواصلنا مع أنفسنا ومع الآخرين ليكون تواصلاً فعّالاً وإيجابياً يقودنا إلى التفاهم والتعاون على البر والتقوى لننعم بسلام مع أنفسنا والآخرين؟!
بقلم: أ.جميلة الصيرفي
استجابات