#ما_زاد
هل يغيرنا شهر رمضان أم نحن من نغيّره
هل يزيدنا شهر رمضان توفيراً ام استهلاكاً
هل يزيد وزننا في شهر رمضان أم يقل؟
وهل وهل..
أسئلة تتكرر لأنها موضع إشكالية لم تُحل، فمن حيث المبدأ الكل يعرف أن الشهر الفضيل ليس غرضه الكف عن الأكل لفترة ومن ثم تناوله بكثرة، فيما الواقع العملي هو كذلك، وهدر النعمة صار مألوفاً ويُعالج بتصريف الأطعمة الزائدة لا بحل جذر المشكلة بمنع الزيادة ذاتها.
من هنا انبثقت فكرة اطلاق هاشتاغ (ماـزاد) التابع لبرنامج المواطنة البيئية بجمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية، وهو عبارة عن سلسلة من الحلقات القصيرة لوسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على بعض الممارسات الدخيلة على الشهر الفضيل وتطلب من المشاهدين المشاركة بتجاربهم الداعمة للممارسات الحميدة التي تصون النعم والموارد.
ومن أمثلة تطبيقات “ماـزاد” ما يلي:
- هل “ما زاد” شرائنا عمّا خططنا له؟ إذ عند التسوق في فترة الصيام تغرينا العروض وتحركنا مشاعر الجوع بشراء أكثر مما نحتاج وقد لا نستخدمه مطلقاً، لذا من الجميل تجربة تحدي عدم شراء ما لم نكتبه في القائمة أو كنّا ننوي شراءه، فقد أظهرت الإحصائيات أن في البلدان العربية حوالي ٢٥ ٪ من الأطعمة التي يتم شراؤها في شهر رمضان ترمى دون استخدام.
- هل “ما زاد” وزننا؟، الوزن مؤشر، فمن لم يزيد وزنه خلال الشهر الكريم عن الوزن السليم يعني لم يفرط في وجبتي الإفطار والسحور، وبالتالي لم يسرف في النعم والموارد.
- هل “ما زاد” تحضيرنا للطعام عن الكمية التي تتناسب مع استهلاكنا؟ فكثيرا ما يزيد عن حاجتنا، ولإسكات تأنيب الضمير نبرر فعلنا بآننا سنتصدق بالفائض منه، إلا آنه حري لمن يرغب حقاً في التصدق بالطعام أن يجعل ذلك ابتداء، أي يقدم الطعام للمحتاجين قبل الفطور، فينفق مما يحب لا مما سيرمي، “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”.
- هل “ما زاد” شيء من التوزيعات المخصصة للأطفال للمناسبات سواء الناصفة او العيد؟ إذ نجد مؤخرا توزيع المأكولات غير النافعة أو الهدايا غير المفيدة وبتغليفات عديدة، ومآلها جميعاً الرمي، فضلا عمّا نغرسه في الأطفال من التعود على الاحتفال بالمناسبات بالشكليات بعيداً عن معانيها وقيّمها.
باختصار هاشتاغ “ماـزاد” يدعو للمشاركة بمواقف وسلوكيات تنم عن احترام وتقدير وصون النعمة وعدم استنزاف الموارد وتبديدها، وينتهز شهر رمضان لأنه من يغيّرنا لا نحن من نغيّره.
بقلم : أ. منى العلوي
استجابات