تعزيز القيمة الإنسانية طريق ناجع في حماية الأبناء من الاعتداء.. ورشة “كن حرًا” في معرضي المدارس والأم والطفل 2016م

“ما هي القيمة الإنسانية؟ وما علاقتها بالحماية من الاعتداء؟” سؤال وجهته الدكتورة رنا الصيرفي مديرة برنامج كن حرا إلى أولياء الأمور، ممن حضروا ورشة عمل” دور الآباء في حماية أبنائهم من الاعتداء” والتي أقيمت في معرضي المدارس والأم والطفل 2016، وذلك يوم الخميس الموافق 21 يناير 2016م، والذي استمر على مدى ثلاثة أيام.

“هي أهمية الإنسان” أجابت إIMG-20160121-WA0019حدى الأمهات ، فيما أضاف أحد أولياء الأمور: “هي نظرة الطفل لقيمته”.

وقد أكدت الصيرفي “إنها القيمة التي أودعها الله  سبحانه وتعالى في كل إنسان، فلا يوجد إنسان خلق عبثاً. والاعتداء على الأطفال هو كل ما يساهم في الخدش أو التقليل من القيمة الإنسانية للطفل أو المراهق في نظره لنفسه”.

ثم تناولت الورشة أنواع الاعتداء وكيف تخدش القيمة الإنسانية للطفل أو المراهق، وفي المقابل  تناولت الورشة النواحي التي تعززها، وبالتالي تساهم في حماية الأطفال والمراهقين من التعرض للإعتداء. اختتمت الورشة بمناقشة بعض النواحي الأساسية التي لها الأثر الكبير في حماية الأبناء.

وقد لاقت الورشة اعجاب الحاضرين بما حملته من مفاهيم، وممارسات تربوية عملية، في التعامل مع مشكلات الأبناء سواء كانوا أطفالا، أو مراهقين. وقد كان لقسم الاعلام بجمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية، لقاء مع بعض من أولياء الأمور؛ لمعرفة انطباعهم حول ما تم طرحه في الورشة، على جميع الأصعدة.

بعد انتهاء الورشة، أبدت إحدى الأمهات رغبتها في طرح انطباعها حول الورشة مبينة  التالي: ” أنا أم لطفلين، الولد 4 سنوات، البنت سنتين، وموظفة، لقد فتحت هذه الورشة عيني على الكثير من الممارسات الخاطئة التي كنت أقوم بها مع طفلي الذي هو كثير الضرب لأخته، وتنتابني حالات يأس واحباط، بأن هذا الوضع المتكرر كل يوم من العراك بين طفلين لن ينتهي وليس هناك حل له؛ ولكن هذه الورشة أعطتني أملا، وعرفت بأن هناك الكثير من الطرق التي عليّ أن أسلكها إذا أردت ذلك، وأضافت بقولها: ” لقد سعدت كثيراً بالتعرّف على برنامج كن حراIMG_7622، الذي لم يتسنّ لي السماع عنه مسبقًا”.

أبدت أم أخرى اعجابها بالورشة، قائلة: ” أنا ربة منزل وأنا عصبية المزاج مع ابنتي الصغيرة، و لا أرى جدوى من ممارساتي معها في إصلاح سلوكياتها ، ولكن في قرارة نفسي أشعر بأن ما أقوم به من ممارسات تعتبر خاطئة، إلا انني لا أجد بديلا أفضل عنها، ولله الحمد هذه الورشة، أكّدت لي بأن الأسلوب المتبع مع ابنتي خطأ، ووضعت يدي على الجرح؛ لأقوم بعلاجه، كما عليّ البحث عن أساليب أخرى، أكثر جدوى”.

معلمة في إحدى مدارس البنين في المملكة، تحدثت: ” أنا معلمة  أولاد بمستويات وأعمار مختلفة؛ ولكنني عصبية جداً في التعامل معهم، بسبب ما تحمله هذه الفئة من طبيعة تميل إلى العنف والشجار باستمرار، وهذه الورشة علمتني أن أقف مع نفسي وأكون أكثر هدوءً وعقلانية في التعامل معهم، كما يتوجب عليّ التفكير في آليات تخفّف من حدة الشجارات والعراك الدائم في الصف.

ولي أمر آخر أشاد بهذه الورشة، التي حسب قوله حملت الكثير من المبادئ والممارسات الراقية مع الأبناء، خصوصا دور المربين في تعزيز القيمة الإنسانية للطفل، وأن الطفل شخص مهم ووجوده ذا قيمة، وعرّفت الحضور بأن هناك أنواعا من الاعتداءات التي تقع على أطفالنا ليس فقط  الاعتداء الجنسي أو الجسدي.

وفيمعرض-الأم-والطفل الركن المخصص  للبرنامج في المعرض، عُرضت اصدارات البرنامج، كما تم سرد قصة سالم والألوان الذكية على الأطفال الزائرين، والتي تُوجههم لمفاهيم ومهارات الحماية الأساسية، وقد عبّر الأطفال عن إعجابهم  بشخصيات القصة، وعرفوا بأن هناك سرا جيدا ، وسرا سيئا، وتعرفوا على مفهوم قول “لا” للغرباء، وبأن عليهم أن يثقوا بإحساسهم.

مشاركة فاعلة، وحضور ترك أثره بشهادة زائري الركن المخصص لبرنامج كن حرا في العامين، حيث كانت أول مشاركة للبرنامج في معرض المدارس الخاصة والمؤسسات التعليمية، والمؤسسات التي تقدّم خدماتها للطلبة، في العام الماضي. والجدير بالذكر بأن برنامج” كن حرًا” ، درب 20685 طفلًا، و7479 مراهقًا، و8588 ولي أمر، إضافة إلى 983 مختصًا منذ تأسيسه في عام 2002م حتى فبراير 2016م.

مقالات ذات صلة