بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة .. قضايا المـرأة، بمنظور إنساني

كنشطاء في العمل النسائي، وكون قضايا المرأة تعتبر أولوياتنا، وهي القضية الأهم بالنسبة لنا في بلورة آرائنا وتشكيل نظرتنا للأحداث، نجتهد دائما وبدافع إنساني أخلاقي في كل ما شأنه تحقيق المدافعة والانتصار الكامل للمرأة، ولا عجب في ذلك، فما اختبرته النساء عبر التاريخ من ظلم وامتهان وعبودية، يستحق النضال ووجود النخبة الواعية التي تأخذ على عاتقها حمل الهم وإعادة التوازن في المجتمع بإعادة الاعتبار لنصفه المُغيب.

تتفق اليوم غالبية التنظيمات النسائية على أبرز القضايا ذات العلاقة بالمرأة، فإزالة التمييز والعنف ضدها يعد ضرورة لتحقيق العدالة والإنصاف بين الجنسين، ولكن يبقى الاختلاف بالنسبة لهذه المنظمات هو في المنظور الخاص لقضايا المرأة، والأفكار أو المعتقدات التي يرتكز عليها كل تنظيم في عمله، فذلك ما يحدد مسار عمل المنظمة ويحدد السياسات وينعكس بشكل واضح على الخطاب التي تنتهجه هذه المنظمة في بناء قواعدها ونشر أفكارها.

إن غالبية القضايا العالمية ينقصها المنظور النسوي الذي يأخذ بعين الاعتبار احتياجات النساء والفتيات، فما زالت النساء مبعدات من ساحات المشاركة والقرار، مما يعيق الوصول لأي رؤية متكاملة في النظرة لتلك القضايا، ولكن من المهم أيضا أن يرتكز المنظور النسوي على النظرة الإصلاحية والشمولية، تلك التي تلتمس الخير والإصلاح للجميع، لا الغلبة والنصر لطرف على آخر، لأن الغاية من النضال بالنسبة لنا كناشطات في العمل النسائي هو في تأسيس مجتمع ينعم جميع أفراده رجالاً ونساء بالعدالة الاجتماعية، ومن غير تحيز.

فالمنظور الإصلاحي هو المنظور الإنساني الكفيل بإصلاح ما فسد، وهو الكفيل بإعادة كل من الرجل والمرأة الى الموقع الصحيح، بغض النظر عن المكاسب أو الخسائر لأي طرف، أما المنظور النسوي الذي يتمحور فقط حول الانتصار لقضايا المرأة، فإنه يعتبر منظوراً ضيقاً ومتحيزاً، غير قادر على رؤية الصورة والمشهد الكلي، فيسلب من قضايا المرأة لبها وجوهرها الإصلاحي.

ففي اليوم العالمي للمرأة، نحتفي بكل النساء اللاتي كان الجوهر الإصلاحي وخدمة الإنسانية غايتهنّ، بعيدا عن أي نظرة متحيزة ضيقة أو متعصبة لجنسهن، ولا يفوتنا أن نزف تحياتنا لكل المنظمات النسائية والنساء المناضلات على مرّ التاريخ، ونبارك لهنّ جهودهنّ وكفاحهنّ ضد حملات الاستغلال والعبودية اللاتي استهدفت جنس النساء عموماً، حيث استنفذن -هؤلاء المناضلات -جل حياتهن في خدمة قضايا النساء من أجل خدمة مجتمعاتهن وإعادة الاتزان المفقود على مدى عقود طويلة.

ونحيي النساء اللواتي انخرطن في العمل الإنساني على اختلاف تلويناته، ولم يحصرنّ خدمتهنّ ونضالهنّ في خدمة قضاياهنّ النسوية فحسب، فحاجات المجتمع من حولهنّ هي التي حددت مسار عملهنّ ومجالات عطائهن ومساهماتهن، فلكل هؤلاء نقــــــــــــــــــــــول. كل عام وأنتـــــــــــــــنّ بخير.

مقالات ذات صلة

حوار مع الدكتورة/ وجيهة صادق البحارنة – رئيسة جمعية البحرين النسائية – للتنمية الإنسانية

كيف نشأت فكرة تأسيس جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية ؟وإلى ما يرجع التميز في برامج وأنشطة الجمعية؟ جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية منظمة استشارية في المجلس الاقتصادي…