الجسم الواهب للحياة

يتميزُ جسمُ المرأةِ بأنه جسمٌ واهبٌ للحياة، ولكي يحققَ ذلك تمرُّ الفتاةُ منذُ طفولتها بتغيراتٍ في جسمها، ومع البلوغِ تكونُ هذهِ التغيراتِ جلية. هذه التغيراتُ، تأتي بآلامٍ لدى الكثيرات. فإذا ركزنا على هذه الآلام، فستقتصر الصورة عليها، وكأن جسمها هو الجسم المتعب، غير المرغوب به. ولكن إذا نظرنا له بأنه جسم قد تميز بالقدرة على وهب الحياة لإنسان آخر، وربما أكثر من إنسان، فمنظورنا لهذه التغيرات يتغير، وبالتالي تفاعلنا مع بناتنا يتغير كذلك.


تحتاج الطفلة وخاصة قرب مرحلة البلوغ إلى احترام وتقدير جسمها الأنثوي، والأفضل أن تبدأ الأم بالحديث مع ابنتها حول هذا الموضوع قبل وصول الطفلة إلى تلك المرحلة، بحيث تكون مستعدة نفسيًا، ومن ناحية أخرى تكون الأم هي مصدر المعلومات، وليس الصديقات أو وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن فتح هذا الموضوع يقرّب العلاقة بين الأم وابنتها.


فعندما تستقبل البلوغ بالفرح وأنه مرحلة جديدة في حياتها، نما فيها جسمها، وبدأ يستعد للمرحلة التالية، سيكون وقعه مختلف عن استقبال المرحلة أو الحديث عنها وكأنها شيء مزعج، ومؤلم.


بعض الأمهات يحتفلن بوصول بناتهن لمرحلة البلوغ، أو يعبّرن عن سرورهن بشراء هدية رمزية مع تهاني قلبية.
أيًا كانت الطريقة، فإن إظهار الاحترام والتقدير لهذه المرحلة، هو رمزية مهمة، تساعد الفتاة على استقبال المرحلة الجديدة من حياتها بفخر وسعادة.


ولكن، للأسف بعض الثقافات تنظر إلى هذه المرحلة باستياء، ويتم “تنجيس” الفتاة في فترة الدورة الشهرية، أو إبعادها عن الاختلاط بالأسرة. فليس بمستغربٍ في هذه الحال أن تكره البنت جسدها ولا تقدره. وهو الجسم المتميز بقدرته على أن يكون مصدرًا واهبًا للحياة.
كلما ساعدنا فتياتنا على احترام وتقدير أجسامهن، كلما تعززت لديهن أنوثتهن، وحافظن عليها.

د.رنا الصيرفي

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *