“اتصلوا لأمي لأستئذنها”

في يوم التجمع العائلي، وبعد الانتهاء من وجبة الغذاء، وأخذ استراحة، خرج مجموعة من أطفال العائلة مع عاملات المنزل للشراء من البقالة المجاورة، إلا إن سميرا رفض الذهاب معهم، ولما سُئل عن السبب قال لأن أمي لا ترضى أن أذهب للبقالة، وطلبت مني استئذانها في حال طلب مني أحد الذهاب معه.


ولأن سميرا كان يرغب في الذهاب معهم قال “اتصلوا لأمي لأستئذنها”، وأصّر على موقفه حتى تم الاتصال لها وأخبرها برغبته للذهاب معهم، خاصةً مع وجود العاملات، تحدثت معه وتشاورا وشكرته على إخبارها.
هدفنا من الأقصوصة ليس معرفة موافقة أمه أم عدم موافقتها، فهذا يختلف من أسرة لأخرى، فمثلاً بعض الآباء يُفضّلون وجود مرافقين لهم في البقالة، وبعضهم يُفضّل تواجدهم هم كآباء معهم، فكل أسرة لها قوانين وإرشادات تراها مناسبة لحماية أبنائها.


ولكن الجميل في الأقصوصة هو تمسك سمير باستئذان أمه، فإصّراره يُوضّح كم هي حريصة على تحلي ابنها بهذه القيمة الجميلة خاصةً مع عدم وجودها.


همسة أبوية:
• مجالات الاستئذان كثيرة، فمن الجيد أن لا تقتصر على تشجيع الأبناء لممارستها فقط عند طلب الحاجة من الآخرين، أو عند طرق الباب، أوما هو على شاكلتها ورغم أهميتها إلا إن هنالك مجالات أوسع للاستئذان تُساهم في حمايتهم.

• غرس قيمة الاستئذان لدى الأبناء لها دور في حمايتهم، ووقايتهم من التحديّات والمخاطر التي تواجههم.

• تعليم الأبناء الاستئذان حتى وهم خارج المنزل سلوك جميل خاصةً في التصرفات التي تم الاتفاق عليها مع آبائهم.
• من مجالات الاستئذان التي يمكن للآباء التركيز عليها هي: الاستئذان عند الذهاب للبقالة، أو الخروج مع الأصدقاء، أو اللعب خارج المنزل، أو استخدام الأجهزة الذكية، أو مشاهدة الأفلام، …. كلها مجالات تُحمّلنا كآباء مسؤولية تعزيزها لدى أبنائنا

أ.فضيلة حمّاد
عضوة في برنامج كن حراً

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *