“احفظ سرّي يا أبي”

هل جرّبت أن قلت لأحدٍ سراً خاصاً بك وعرفت بعد ذلك بأنه أفشاه؟ ماهو شعورك؟ هل ستثق به وتقول له سراً مرة ثانية؟ أم إنك ستتردد؟
قد مر معظمنا بهكذا موقف وشعرنا بشعور غير مريح، فكيف بالأطفال إذا أخبروا آباءهم بأمور خاصة واكتشفوا إفشاءها للآخرين.

لنبدأ أقصوصتنا ” احفظ سري يا أبي” لتوضيح ذلك، رجع وليد من المدرسة مسرعاً نحو أبيه ليخبره بخبر سعيد وبأن الأستاذ جميلا قال له أنت ولد شاطر ومهذّب، وسوف يتم تكريمك يوم الخميس مع الطلبة المتفوقين، وأوصّى أباه بأن هذا الخبر خاص به فلا يُخبر أحدا، خاصةً إنه خجول ويفكر في تلك اللحظة التي سوف يتم تكريمه أمام الآخرين، فرح الأب من هذا الخبر ودعا لابنه بالتوفيق والنجاح.
في اليوم الثاني زار الأب مجموعة من الأصدقاء، وبينما كان وليد جالساَ في غرفته استرق سمعه وبدون قصد كلمات أبيه لأصدقائه، حيث سمعه يقول ” سوف أقول لكم خبراً عن ابني وليد، فيوم أمس جاء ليخبرني بأن الأستاذ جميلا يريد تكريمه مع الطلبة المتفوقين وتخيلوا إنه لا يريد مني أن أخبر أحداً.
تأثرّ وليد كثيراً وتمنى لو إن أباه احتفظ بسره، وسانده، لأنه دائم التفكير في تلك اللحظة التي سوف يُكرّم فيها، وقال في قرارة نفسه، كيف أثق بأبي مرة ثانية لأقول له أخباري الخاصة؟
همسة أبوية:


• الآباء أحياناً وبدون قصد يفشون أخبار أبنائهم الخاصة لأصدقائهم أو أفراد الأسرة دون معرفة تبعات ذلك في زعزعة ثقة أبنائهم بهم.
• الأبناء يثقون بآبائهم ويعتبرونهم المحضن الآمن لأسرارهم، فمن المهم الاحتفاظ بها لكي يشعروا بالأمان.
• إفشاء أسرار أبنائنا يُقلّل ثقتهم بنا فيلجؤوا لآخرين، مما يُعرّضهم لاعتداءات وابتزازات من قبلهم.
• قد يكون الخبر الخاص بأبنائنا جميلاً ولكن مادام أبناؤنا متحرجين من معرفة الآخرين له فعلينا الاحتفاظ به.

أ.فضيلة حماد
عضوة في برنامج كن حراً

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *