الشراكة الزوجية في نفقات المنزل

ما هو رأي الشرع في مشاركة الزوج   في نفقات المنزل؟

ما تعورف عليه من قديم الزمان أو على الأقل في منطقتنا العربية والإسلامية أن نفقات المنزل هي فرض على الزوج دون الزوجة، ولكن هذا لا يعني أن هناك مايمنع الزوجة من المساهمة في النفقات إن هي استطاعت ذلك، لاسيما مع صعوبة ظروف الحياة الحالية وتعقيدها .

هل مشاركة الزوجة في النفقات مساعدة مادية أم إثبات للوجود؟

طبعاً هذا منوط بالزوجة نفسها وبنوع علاقتها مع زوجها ومدى تفاهمهم مع بعضهم، فقد تساهم زوجة ما في نفقات الأسرة لأنها رأت الحاجة لذلك ولإيمانها أن يد واحدة لا تصفق كما يقولون، وقد تساهم أخرى لأنها قد تكون ترى أن عدم مساهمتها مدعاة لإذلالها أو التحكم فيها، وهنا ينبغي الإشارة الى نقطة مهمة وهي أن الحياة الزوجية شراكة بين الزوجين، فلو أرادت الزوجة أن تكتفي بدورها داخل البيت ولا تعمل خارجه، فإن ما تحصل علية من نفقات في هذه الحالة هو حق لها لا تفضّل من الزوج عليها أو منحة، وهذه الصورة يجب أن تكون واضحة لكلا الزو جين .

ما هي الحدود التي يمكن للزوجة أن تساعد فيها في مصروف المنزل؟

ليس  هناك حدود في هذا، وبالأخص إن كانت مستطيعة وزوجها غير مستطيع .

متى يتحول ذلك إلى استغلال مادي؟

هذا السؤال ذو شجون، فكثيرا ما سمعنا عن حالات يتحكم فيها الزوج بمدخول الزوجة بشكل كامل، بحيث يمنحها من راتبها نسبة بسيطة كمصروف لها ويتصرف بالباقي على معرفته ويبذّره في شئونه الخاصة ، كما سمعنا عن حالات أخرى لرجال لا يختارون زوجات لهم إلاّ بعد أن يطّمئنون أنهن ذوات دخل جيد، وهذا بالطبع يضرب في أسس الزواج بكونه قائم على المودة والرحمة لا المصالح المادية .

هل تلعب المشاركة في النفقات أو عدمها دورا في إشعال الخلافات الزوجية؟ وكيف؟

قد يكون ذلك أحيانا، إذا شعر أي طرف من الزوجين أنه يبذل أكثر من الآخر، أو أسرف أحدهم بشكل قد يضغط على الآخر ماديا، وهنا أحب أن أوضح مسألة وهو أن أي طرف يتحمل مسؤولية نفقات الأسرة أو يشارك فيها يجب أن يكون مقتنعا أن هذا واجب عليه ولو بشكل أخلاقي وليس تفضّلا، وهذا لكي يجنب الطرف الآخر الشعور بالإهانة .

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *