مخاض الكتابة حتى يكون إخراج روح من روح

لركوب أمواج البحر العاتية أساليبها وللكتابة فنونها، ورغبة منّا في صقل الأقلام وشحذ المنشار، نظّم قسم الإعلام على مدار شهر مارس عدد من الورش المتخصصة بطرق وأساليب الكتابة ، بمقر الجمعية الكائن في العدلية.

مشروع كاتب أي مشروع إنسان هكذا عرفتها الكاتبة والعضوة نعيمة رجب ، وصناعة كاتب أي صناعة إنسان، حيث بينت ضرورة التفكير في الجديد المراد تقديمه، وتبيان مواضع الخلل ليتم تفاديها في المرات القادمة. إذ شددت على أهمية الاستعداد التام لتحمل التعب والسهر وذلك لأن الكتابة عملية ليست سهلة، وإنما كما وصفتها رجب كتسلق قمة إفرست. مضيفة “أن للكاتب حاجات مهمة قبل البدء بالكتابة، عددتها في القاعدة الثقافية والمعرفية، أن يكون في اتجاه التخصص و بشكل عام، ضرورة الاندماج مع فئات مختلفة من الناس، وامتلاك حصيلة جيدة من المفردات إلى جانب مهارات أخرى مهمة.

وواصلت بأن للكتابة ثلاث مراحل، قبل الكتابة، أثناؤها والخاتمة، فقبل الكتابة لابد من اختيار العنوان والفكرة، ومناقشة الموضوع مع شخص ملم، وضرورة ترك الموضوع يدور في العقل لينتج بعدها أفكارًا صغيرة حتى يتم تدوين تلك النقاط لعدم الإغفال عنها. أما مرحلة الكتابة فتشير رجب أن السطر الأول هو الأصعب في المقال، لذا لابد ان يكون ملهم وجذاب، مثير ومستفز. في حين أن آخر مرحلة هي الخاتمة وهي آخر ما يقرأه القارئ ويبقى في عقله، إذا بالتأكيد يجب أن تكون أفكار المقال جديدة وأسلوب تناولها جديد، إلى جانب التجديد في العبارات، المفردات والأسلوب بشكل عام، عدم إستخدام المصطلحات الغريبة وغير الدارجة، إيصال المعنى بأقل قدر من الكلمات والتركيز على فكرة واحدة والكتابة حولها.

وفي ورشة أخرى للعضوة مريم الحسيني تحت عنوان ” مخاض الكتابة حتى يكون إخراج روح من روح” تدعو إلى الإقدام على الكتابة بنفسية المحب وليس بشعور أداء الواجب فقط، فعندما نتساءل عن الكيفية التي يمكننا حب الكتابة، لنذكر أنفسنا بأهمية التفكير بإيجابياتها فهي تزيدنا إطلاعًا وتفسح لنا المجال لنتناقش ونتحاور مع الآخرين في شتى المجالات، فلنكتب في ما نتأثر به لكي تنبع الأفكار من قلوبنا وبهذا يكون مقالنا موضوعيًا وصادقًا،  إذ يجب ألا نسمح لمشاعرنا أن تتحكم فينا لحظة الكتابة.

وعرضت الحسيني بعض الملاحظات لمقالات سبق تقييمها، توضح فيها بعض السلبيات التي لم يتم تجاوزها أثناء الكتابة، منهية ورشتها بذكر قصة من قصص الواقع تبين فيه أن العديد من الناس تمكنوا من الوصول إلى أبعد مما ظنوا أنهم قادرين عليه، وذلك لأن شخصا آخر ظن أنهم قادرون، جل ما يحتاج إليه الفرد الآن أن يبذل جهده، ليخرج المارد من قمقمه.

وأخيرًا  قدمت العضوة ريم الصيرفي، ورشة  تناولت فيها بعض الأخطاء الشائعة في كتابة المقالات وبعض الظواهر الإملائية.

حضر الورشة  عضوات الجمعية وقد ساهمن في إثراء الورشة بتجاربهن الشخصية التي مررن بها في الكتابة ومناقشة التحديات التي يواجهن أثناء عملية الكتابة.

مقالات ذات صلة

استجابات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *